باب
ذكر الموت وقصر الأمل
شرح
العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح حديث/ يا أيها الناس اذكروا اللَّه جاءت الراجفة
أحاديث رياض الصالحين: باب ذكر
الموت وقصر الأمل.
٥٨٥- وعن أُبَيِّ بن كعبٍ -رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُ-: كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إِذا
ذَهَبَ ثُلثُ اللَّيْلِ، قامَ فقالَ: «يَا أَيها
النَّاسُ، اذْكُرُوا اللَّه، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ، جاءَ
المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قلتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لكَ مِن صَلاتي؟ قال: «مَا شِئْتَ»، قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ»،
قُلتُ: فَالنِّصْفَ؟ قالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ
زِدْتَ فَهُوَ خَيرٌ لكَ»، قُلْتُ: فَالثلثَينِ؟ قالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيرٌ لكَ»،
قُلْتُ: أَجْعَلُ لكَ صَلاتي كُلَّها؟ قَالَ: «إذًا
تُكْفَى هَمَّكَ، ويُغْفَر لكَ ذَنْبُكَ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى
الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
أما حديث أُبي ففي سنده ضعف، أنه كان
يقوم في آخر الليل فيقول: جاءت الرَّاجفة، تتبعها الرَّادفة، جاء الموت بما
فيه.
"كم أجعل لك من صلاتي؟" هذا عند أهل
العلم أنَّ أُبي كانت له دعوات مخصوصة، فقال له النبيُّ ﷺ
لما قال له: أجعل لك ربعها، ثلثها؟ قال: إن زدتَ فهو خيرٌ لك، قال: أجعل لك
صلاتي كلها، يعني: دُعائي، يعني: الوقت المخصص للدعاء أجعله صلاةً عليك يا رسول
الله، فلو صحَّ الخبر فهذا معناه، يعني: أنه يجعل له وقتًا مُعينًا كله صلاة على
النبي ﷺ، يُكثر فيه من الصلاة عليه ﷺ.
وفق الله الجميع.
[١] حسن: أحمد (٥/١٣٦)، الترمذي (٢٤٥٧)،
الحاكم (٢/٤٢١،٥١٣) قال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، والحديث فيه: عبد
الله بن محمد بن عقيل: صدوق في حديثه لين.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا
ومنْكم صَالِح الأعْمال