شرح حديث/ بادروا بالأعمال سبعا
باب
ذكر الموت وقصر الأمل
أحمد
حطيبة
شرح حديث/ بادروا بالأعمال سبعا
أحاديث رياض الصالحين: باب ذكر
الموت وقصر الأمل.
٥٨٣- وعن أبيَ هُريْرةٌ -رضيَ
اللهُ عنه- أنّ رسول اللهِ ﷺ قال: «بادِرُوا بالأعمالِ سَبْعاُ، هل تنتظِرُونَ إلا فقرًا
مُنسيًا، أو غنًى مُطغِيًا، أو مرضًا
مُفسِدًا، أو هِرَمًا مُفنِّدًا، أو موتًا
مُجهِزًا، أو الدَّجَّالَ فشرٌّ غائبٌ يُنتَظرُ، أو السَّاعةُ
والسَّاعةُ أدهَى وأمرُّ». رواه الترمذي وقال: حديث حسن [١]. وللألباني: الحديث في سنده ضعف كما بينته في
سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم (١٦٦٦) ولم أجد له شاهدا (٨٧).
الشرح:
ومِن الأحاديثِ الّتي ذكرها الإمامُ
النّوَويُّ حديث ضعيفٌ رواهُ التِّرمِذيّ، وقالٌ: حديث حسنٍ، هوَ حديثٌ أُبيَ
هُريْرةٌ رضيَ اللهُ عنه، عنِ النّبيِّ ﷺ أنّه
قالُ: «بادِرُوا بالأعمالِ سَبْعاُ».
ورغم أنّ الحديث ضعيفٌ مِن ناحيَةِ
الإسنادِ، لكِنّ المعنّى الّذي في هذا الحديث معنّى حكيمُ وجميلٌ، فالإنسانُ ماذا
ينتظِرُ في هذِهِ الدُّنيا؟ قال: «هل تنتظِرُونَ إلا فقرًا مُنسيًا،
أو غنًى مُطغِيًا، أو مرضًا مُفسِدًا، أو هِرَمًا
مُفنِّدًا، أو موتًا مُجهِزًا، أو الدَّجَّالَ فشرٌّ غائبٌ
يُنتَظرُ، أو السَّاعةُ والسَّاعةُ أدهَى وأمرُّ».
يعني: الإنسانُ الّذي ينكُبُ على
الدُّنيا ويُريدُ أن يحصُل عليها يُقالُ لهُ هُنا: بادر قبل أن يأتيَ عليّك واحِدٌ
مِن سبعةٍ ِأشياءٍ «هل تنتظِرُونَ إلا فقرًا مُنسيًا»، لعلّك الآن في
غِنى فبادر بِالعملِ الصّالِحِ، فالإنسانُ عِند فقرِهِ ينسى اللهُ سُبحانه تبارك
وتعالى، ويَبقى يُفكِّرُ بِما عليه مِن دينِ ويُريدُ أن يعمل لِقضاءٍ هذا الدّينِ،
فالفقرُ يُنسي الإنسانُ ربِّهِ سُبحانه تباركُ وتعالى، «هل
تنتظِرُونَ إلا فقرًا مُنسيًا»، يعني: يُنسيكُم الطّاعة ويُنسيكُم
العِبادة.
«أو غنًى مُطغِيًا»، يعني: غِنى
يُطغي الإنسانُ ويُجعلُهُ يحتقِر غيْره، أوْ فقرًا يُنسيهِ ربّه تباركِ وتعالى،
فما دُمتُ الآن في حالةِ سويّةٍ فأحسِنُ عِبادة ربِّك سُبحانه وتعالى.
«أو مرضًا مُفسِدًا»، أيٌّ: مرضا
يُفسِدُ على الإنسانِ صِحّتهُ، أوْ يفسُدُ على الإنسانِ عقلهُ، أوْ يفسُدُ على
الإنسانِ تفكيرهُ، فالمرضُ حين يأتي على الإنسانِ يبقى تفكيرُهُ في الوَجعِ الّذي
يلُمُّ بِهِ، وفي الشّكوَى ويَنسى عِبادتُهُ وطاعتهُ.
«أو هِرَمًا مُفنِّدًا»، أي: يُفنِّدُ
الإنسانُ ويَذهبُ عقلُهُ فيَرُدُّ إلى أرذلِ العُمُرِ، فإذا بِتفكيرِهِ غيْر
سويٍّ، وإذا بِتطلُّعاتِهِ وطلباتُهُ تُضايِقُ مِن حوْله.
«أو موتًا مُجهِزًا»، يأتي فجأةُ فيَقضي
عليه فلا يتمكّنُ مِن أن يتوب أوْ يعملُ عملًا صالِحًا، وإنّ فرضنا أنّ العُمر طال
بِهِ فماذا ينتظِرُ؟
قال: «أو الدَّجَّالَ فشرٌّ غائبٌ
يُنتَظرُ»؛ لِأنّ فتنتهُ فِتنةِ عظيمةٍ، «أو السَّاعةُ والسَّاعةُ أدهَى
وأمرُّ»، يعني: أنّ أمرّ شيْءٌ أنّ تقوم السّاعة على النّاسِ، فقد قال
النّبيُّ ﷺ: «لا
تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا علَى شِرَارِ الخَلْقِ» [٢]، فكأنّ الحديث يحُثُّ
المُسلِمُ على أن يُبادِر بِالعملِ الصّالِحِ الّذي يُريدُ أن يعملهُ قبل أن
يُدرِكهُ واحِدً مِن هذِهِ السّبعةِ.
[١] ضعيف: الترمذي: (٢٣٠٦)، الحاكم:
(٤/٣٢١)، البغوي في "شرح السنة" (١٤/٢٢٤)، سبب الضعف: محرز بن هارون:
متروك.
[٢] صحيح مسلم: (١٩٢٤).
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا
ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: