Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث (ان النبى صل الله علية وسلم وجد تمرة في الطريق) فذكر

من موقع خالد بن عثمان السبت
باب الورع وترك الشبهات
شرح - حديث - (ان - النبى - صل - الله - علية - وسلم -  وجد - تمرة - في - الطريق -) فذكر
شرح حديث (ان النبى صل الله علية وسلم  وجد تمرة في الطريق) فذكر
جميع احاديث رياض الصالحين موجودة هنا وكلها فى الصحيحين مع الشرح لها على مدونة فذكر

الحمد لله الواحد المعبود ، عم بحكمته الوجود ،وشملت رحمته كل موجود ، أحمده سبحانه وأشكره وهو بكل لسان محمود ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفور الودود ، وعد من أطاعه بالعزة والخلود ، وتوعد من عصاه بالنار ذات الوقود ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله ، صاحب المقام المحمود ، واللواء المعقود ، والحوض المورود ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ،الركع السجود ، والتابعين ومن تبعهم من المؤمنين الشهود

الحديث رقم 594 باب الورع وترك الشبهات


وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي   وجد تمرة في الطريق فقال : ( لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

الشرح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب "الورع وترك الشبهات" أورد المصنف -رحمه الله- حديث أنس -رضي الله تعالى عنه-: (أن النبي وجد تمرة في الطريق، فقال: لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها)[1]، متفق عليه.
هذا الحديث يرتبط بباب الورع ارتباطاً واضحاً لا لبس فيه؛ وذلك أن النبي  ﷺ لما كانت الصدقة لا تحل له فتردد في هذه التمرة، هل هي من تمر الصدقة 
، أو ليست من تمر الصدقة، قال ما قال فتركها، وهذا يصدِّق ما سبق من أن حقيقة الأمور المشتبهة هي ما يتردد فيه الإنسان؛ لأمر من الأمور التي ذكرتها سابقاً، وأن الورع هو ترك ما يلتبس، وهذا ورع مستحب، وأن الورع الواجب هو ترك ما يحرم، ومن الورع المستحب أن يترك الإنسان المكروه.
والنبي حينما وجد هذه التمرة في الطريق، هل كون هذه التمرة من تمر الصدقة، يعني: الزكاة، هل هذا الأمر وارد؟ هل هذا الاحتمال وارد أو غير وارد؟
الجواب: أنه وارد، إذا كان هذا الاحتمال وارداً فهل وروده نادر وبعيد في غاية البعد، أو أنه احتمال قريب؟  
الجواب: أنه احتمال قريب، ومن ثم صح فيه الورع، وإلا فليس كل احتمال يعتبر، وإلا فعامة الأشياء يرد عليها احتمال، ولهذا قال بعضهم: إنه لا يُتيقن حلِّية شيء من كل وجه من غير أدنى احتمال إلا ما يتلقاه الإنسان بكفيه من ماء المطر؛ لأن الإناء الذي يتلقى فيه يحتمل أيضاً أنه وصل له بطريق فيها إشكال في الكسب، أو نحو ذلك، لكن هل هذه الاحتمالات معتبرة؟.
الجواب: لا، لكن كون هذا من تمر الصدقة في وقت النبي ، والنبي كان يؤتى له بتمر الصدقة هذا احتمال، لكن هل يجب على النبي الترك؟ هل يحرم عليه أكلها؟
خلاف بين أهل العلم، والأقرب أنه لا يحرم؛ لأن الأصل في ذلك الحل، الأصل فيه الحل حتى يثبت أنه من تمر الزكاة أو الصدقة، حتى يثبت.
وهناك أشياء يقال: لا، الأصل المنع والتحريم مثل: لو أنه تردد في هذه المرأة، هل تحل له أو لا تحل له؟، باعتبار أنه جاءت امرأة وقالت: إن هذه المرأة قد رضعت معك، وأمه تقول: لا أتذكر هذا الكلام، فهنا ماذا نقول؟ نقول: يتركها؛ تغليباً لجانب الورع، لاسيما أن الأصل في الفروج المنع والتحريم، فإذا تردد في شيء من ذلك تركه.
قوله: (وجد تمرة في الطريق) يدل على تواضعه ، لولا أنه خاف أن تكون من تمر الصدقة لأكلها، فيأكل تمرة ملقاة في الطريق، وهو أفضل الخلق وأشرف الخلق -عليه الصلاة والسلام-، وأيضاً هذا يختلف عن التكلفات، يعني هذه التمرة التي في الطريق قال: (لأكلتها) طبعاً هذه التمرة سقطت من إنسان، يعني: بمعنى أن لها مالكاً لكنها قد ضاعت منه، لكن التمرة هل هي من الأشياء ذات القيمة التي إذا فقدها الإنسان رجع يبحث عنها؟ الجواب: لا، فما كان من هذا القبيل من اللقطة فإنه لا حكم له، بمعنى أنه يجوز للإنسان أن يأخذه، فالنبي لم تكن له هذه التمرة، ومع ذلك قال: (لأكلتها)، فقط أنه خاف أن تكون من تمر الصدقة، فهذه الأمور التافهة، الأمور اليسيرة، الأمور الحقيرة لا تعرَّف، ولا يُتورع منها إذا كانت ملكاً لإنسان، لكن لا شأن لها؛ ولهذا يذكر أن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- سمع رجلاً وجد عنبة فقام ينادي: من فقد هذه العنبة؟ لمن هذه العنبة؟، ينادي في الناس، فزجره، وقال: إن من الورع ما يمقت عليه اللهُ -جل جلاله-، يعني: أن الله يبغض صاحبه؛ لأن مثل هذا الشيء التافه حينما يقف الإنسان، ويعرِّف عنبة قد يدخل هذا أيضاً في باب الرياء والسمعة، وأنه يريد أن يُظهر للناس أنه -ما شاء الله- متورع حتى من هذا الشيء التافه، ولا يدخل عليه شيء، ولا من الأمور الحقيرة التي لا قيمة لها، يتورع منها ويتركها.   
فمثل هذا لا شأن له، فمن وجد شيئاً يسيراً مما لا تتطلع إليه أو تتبعه نفوس أوساط الناس فإنه لا بأس بأخذه، ولا يجب تعريفه، إنسان وجد قلمًا عاديًّا، إنسان وجد ساعة قيمتها عشرة ريالات، وجد عشرة ريالات في الطريق، نقول له: عرِّفها؟، أعلن في الصحيفة، والإعلان بالصحيفة قد يتكلف أقل شيء مائتين وخمسين ريالا لأجل أن يعرِّف هذه العشرة؟!.
وجد ريالا في الطريق هل له أن يأخذه؟ الجواب: نعم، له أن يأخذه؛ لأن مثل هذا لا تتبعه همة أوساط الناس، لكن هذا يختلف من بلد لبلد، من مكان إلى آخر، من عصر إلى عصر، لكن في زماننا هذا إنسان سقط منه ريال أو سقط منه عشرة ريالات بالسوق، يقول: أف، أنا الآن سقطت عشرة نريد أن نرجع للسوق نبحث عنها في المكان الذي كنا فيه، هل يفعل الناس هذا؟ الجواب: لا، هل يفعلون هذا في الخمسين؟، الجواب: لا، فيبقى تقدير ذلك كم يبلغ، فهذه مسألة تختلف، لكن يُنظر في الغالب في أوساط الناس، والله تعالى أعلم.
الحمد لله رب العالمين
[1] أخرجه البخاري، كتاب في اللقطة، باب إذا وجد تمرة في الطريق (3/125)، رقم: (2431)، ومسلم، كتاب الكسوف، باب تحريم الزكاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وهم بنو هاشم وبنو المطلب دون غيرهم (2/752)، رقم: (1071)

اللهُم إِرحَم مَوتانا مِن المُسلِمين وَإجمَعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث (ان النبى صل الله علية وسلم وجد تمرة في الطريق) فذكر Reviewed by احمد خليل on 3:41:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.