شرح حديث / إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو
باب الإيثار والمواساة
الدرر السنية
شرح حديث / إن
الأشعريين إذا أرملوا في الغزو
أحاديث
رياض الصالحين: باب الإيثار والمواساة
٥٧٣ - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ
طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ،
ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ، بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا
منهمْ» متفق عليه [١].
"أرْمَلُوا": فرغ زادهم، أو قارب الفراغ.
الشرح
المُواساةُ
والتَّكافُلُ بينَ النَّاسِ عِندَ الأَزماتِ مِن أَخلاقِ الأَنبياءِ، ولقد تميَّزَ
بِها الأَشعريُّون، وهمْ قَبيلَةٌ مِن أَهلِ اليمَنِ، مدَحَهُم النَّبيُّ ﷺ بهذه الصِّفة،
حيثُ قال في هذا الحديثِ: "إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرمَلُوا"، أي: فَنِيَ
زادُهُم، و"الإِرمالُ": قِلَّةُ الطَّعامِ وفَناءُ الزَّادِ، "في
الغَزْوِ"، أي: أَثناءَ خُروجِهِم لقِتالِ الأَعداءِ، "أو قلَّ طَعامُ
عِيالِهِمْ بالمَدينة، جمَعُوا ما كانَ عِندَهُم في ثَوبٍ واحِدٍ، ثمَّ اقتَسَمُوه
بينَهُم في إناءٍ واحِدٍ بالسَّويَّةِ؛ فهُمْ مِنِّي وأنا مِنهُم"، أي:
متَّصِلُونَ بِي في الأَخلاقِ والمُواساةِ فيما بينَهُم، وفي هذا تنبيهٌ على
مكارمِ أخلاقِهم، للحثِّ على التأسِّي بهم والاقتداءِ بأَفعالِهم.
وفي
الحديثِ: فَضلُ المواساةِ والسَّماحةِ، وأنَّها كانتْ خُلُقَ النبيِّ ﷺ، وخُلُقَ الصَّحابةِ
رضِي اللهُ عنه، وأَشرافِ النَّاسِ.
وفيه: مَنقبةٌ عظيمةٌ للأشعريِّين لإيثارِهم
ومواساتِهم، وأعظمُ ما شَرُفوا بِه كونُه ﷺ أضافَهم إلَيهِ.
الحمد لله رب العالمين
[1] أخرجه البخاري، كتاب الشركة، باب الشركة في الطعام والنهد
والعروض (3/138)، رقم: (2486)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-،
باب من فضائل الأشعريين -رضي الله عنهم- (4/1944)، رقم: (2500).
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات
النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو
Reviewed by احمد خليل
on
12:17:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: