شرح الحديث النبوى الشريف ( اعطونى ردائى فلو كان لى عدد هذة العضاه نَعَماً ) من رياض الصالحين
من موقع
خالد بن عثمان السبت
شرح أحاديث رياض الصالحين باب الكرم والجود
والإنفاق في وجوه الخيرثقة بالله تعالى
شرح
الحديث
النبوى
الشريف ( اعطونى
ردائى فلو كان لى عدد هذة العضاه نَعَماً )
جميع احاديث
رياض
الصالحين
موجودة
هنا
وكلها
فى
الصحيحين
مع
الشرح
لها
على
مدونة
فذكر
الحمد
لله الواحد المعبود ، عم بحكمته الوجود ،وشملت رحمته كل موجود ، أحمده سبحانه
وأشكره وهو بكل لسان محمود ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الغفور
الودود ، وعد من أطاعه بالعزة والخلود ، وتوعد من عصاه بالنار ذات الوقود ، وأشهد
أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله ، صاحب المقام المحمود ، واللواء المعقود ،
والحوض المورود ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ،الركع السجود ، والتابعين ومن
تبعهم من المؤمنين الشهود
الحديث رقم 560 باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير
وعن جُبَيْرِ بنِ مُطعِم رضيَ اللَّه عنه أَنه قال : بَيْنَمَا هُوَ
يسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ مَقْفَلَهُ مِن حُنَيْنٍ ، فَعَلِقَهُ الأَعْرَابُ يسَأَلُونَهُ ،
حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلى سَمُرَةٍ فَخَطَفَتْ رِدَاءَهُ ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ فقال : «
أَعْطُوني رِدَائِي ، فَلَوْ كَانَ لي عَـدَدُ هذِهِ
العِضَاهِ نَعَماً ، لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ، ثم لا تَجِدُوني بَخِيلاً وَلا
كَذَّاباً وَلا جَبَاناً » رواه البخاري
« مَقْفَلَهُ » أَيْ حَال رُجُوعِهِ . وَ « السَّمُرَةُ » : شَجَرَةٌ . وَ « العِضَاهُ » : شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ.
الشرح
حديث جبير بن مطعم -رضي الله عنه- أنه قال: "بينما هو يسير مع
النبي ﷺ مَقْفله من حنين"،يعني: مرجعه من غزوة حنين، "فعَلِقه
الأعراب يسألونه"، يعني: "علق" من أفعال الشروع مثل شرع وطفق،
"يسألونه حتى اضطروه إلى سَمُرة"، السَّمُرة الشجر من شجر العضاه، شجر
بالبادية في الحجاز له شوك، شجر معروف ولا زال الناس يوقدون منه ويسمونه السَّمُر،
"حتى اضطروه إلى سَمُرة فخطفتْ رداءه ﷺ ، يعني: بشوكها، "فوقف النبي ﷺ فقال: (أعطوني ردائي فلو كان لي عدد
هذه العضاه نَعَماً لقسمته بينكم)"، يعني: إبلا وغنمًا وبقرًا،
عدد هذه العضاه، تعرفون أرض الحجاز مليئة بهذه الأشجار التي فيها الشوك على مد
البصر، قال: (لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً
ولا كذاباً ولا جباناً)، رواه البخاري، هذه الأوصاف الثلاثة نفاها ﷺ عن نفسه
فهي رأس الأوصاف المرذولة، ولا يمكن أن توجد هذه الأوصاف فيمن تكون له السيادة
والقيادة والريادة، لا يمكن، البخيل: والبخيل يمسك ولا يعطي وسيتفرق الناس عنه،
وأي داء أدوأ من البخل؟، "ولا كذاباً" وهذا ملازم للبخل؛ لأن البخيل له
على أمواله عِلل زُرق العيون، كما قال الشاعر، فالشاهد أن البخيل لبخله يضطر إلى
أنه يكذب فيقول: أموالي ما هي حاضرة، إذا طُلب إذا سُئل: أموالي مشغولة في كذا،
أموالي بعيدة الآن، ما عندي شيء، فيكذب (لا تجدوني
بخيلاً ولا كذاباً ولا جباناً)، وهذا أيضاً ملازم لما قبله؛ لأن هذه
الأوصاف توجد في الجبناء من الناس، الشجاع حسن الفأل فيقدم في العطاء وفي أيضاً
القتال، ولا يكذب لقوته وشجاعته؛ ولهذا يقال: إن الكذب أصله دناءة في النفس وضَعَة
وضعف، الكذاب ضعيف، ولذلك تجد في البيئات والمجتمعات التي ينتشر فيها القهر والظلم
وسوء التربية والفقر وما أشبه ذلك تجد الأمراض التي تنتشر في المجتمع هي أمراض
الالتواء والكذب والاحتيال والتلون وما أشبه ذلك، لكن المجتمعات النظيفة،
المجتمعات التي تتربى تربية صحيحة هذه تجد الوضوح، ليس للإنسان أكثر من وجه، ليس
عنده التواء، لا يحتاج أن يتملق، لا يحتاج إلى أن يلقاك بوجه ويلقى الآخر بوجه،
مباشرة يكون صريحاً واضحاً شجاعاً يستطيع أن يواجه وأن يتكلم بما يعتقد، لكن
الجبان هو الذي يروغ فيكذب؛ لأنه لا يستطيع أن يواجهك، إذا قلت له مثلاً: لماذا لم
تأتِ؟ قال: هاه، أنا كنت مسافرًا، وهو غير مسافر لكنه لا يستطيع أن يقول: أنا ما
أتيت لأني مثلاً لم أرَ المجيء، أو غير مقتنع بالمجيء أو لأني شغلت عنه أو نحو هذا
بما هو أهم، لا يستطيع، يقول: كنت مسافرًا، كنت مريضًا، كنت كذا.
الطالب في المدرسة لماذا ما أديت الواجب؟ لا يستطيع أن يقول: أنا
والله قصرت، أهملت، كنت ألعب، فإذا كانت العلاقة علاقة قهر وتسلط وظلم وعسف وقاعدة
الآباء القديمة هذه "لك اللحم ولنا العظم"، فالولد يروغ كما يروغ الثعلب
يبدأ يكذب، يا أستاذ أنا كنت مريضًا، يا أستاذ أنا ذهبت مع أمي إلى المستشفى، يا
أستاذ أمس احترق بيتنا، يكذب حتى يتخلص من هذا الموقف، فالنبي ﷺ نفى هذه
الأشياء الثلاثة وهي متلازمة كما لا يخفى، والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
الحمد لله
رب
العالمين
اللهُم إِرحَم
مَوتانا
مِن
المُسلِمين
وَإجمَعنا
بهِم
فيِ
جَنّات
النَعيمْ
.
تقبل الله
منا
ومنكم
صالح
الأعمال
شرح الحديث النبوى الشريف ( اعطونى ردائى فلو كان لى عدد هذة العضاه نَعَماً ) من رياض الصالحين
Reviewed by احمد خليل
on
3:44:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: