شرح الحديث النبوي الشريف (ليس الغنى عن كثرة العرض) من رياض الصالحين
باب
القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من غير ضرورة
الدرر السنية
شرح الحديث النبوي الشريف (ليس الغنى عن
كثرة العرض) من رياض الصالحين
أحاديث
رياض الصالحين: باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من
غير ضرورة
٥٢٧
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَيْسَ اُلْغِنَّى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرْضِ، وَلَكِنَّ
الْغَنِيَّ غِنَي النَّفْسِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
«الْعَرْضِ»
بفتح العين والراءِ: هُوَ المَالُ.
الشرح:
يحكي
أبو هريرة رضي الله عنه، أنّ النبيّ ﷺ قال: ليس الغنى عن سبب كثرة
العرض، وهو ما ينتفع به من متاع الدّنيا سوى النّقدين؛ أي: ليس الغنى الحقيقيّ
المعتبر كثرة المال؛ لأنّ كثيرا ممّن وسّع عليه في المال لا يقنع بما أوتي، فهو
يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه، فكأنّه فقير من شدّة حرصه.
ولكنّ
الغني الحقيقيّ المعتبر الممدوح غنى النّفس بما أوتيت وقنعها به ورضاها، وعدم
حرصها على الازدياد والإلحاح في الطّلب؛ لأنّها إذا استغنت كفّت عن المطامع، فعزّت
وعظمت وحصل لها من الحظوة والنّزاهة والشّرف والمدح أكثر من الغني الذي يناله من
يكون فقير النّفس بحرصه، فإنّه يورّطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال؛ لدناءة
همّته وبخله، ويكثر ذامّه من النّاس، ويصغر قدره عندهم، فيكون أحقر من كلّ حقير،
وأذلّ من كلّ ذليل، وهو مع ذلك كأنّه فقير من المال؛ لكونه لم يستغن بما أعطي
فكأنّه ليس بغنيّ، ولو لم يكن في ذلك إلّا عدم رضاه بما قضاه الله، لكفاه.
في
الحديث: أنّ الغنى الحقيقيّ المعتبر ليس بكثرة المال، بل هو استغناء النّفس، وعدم
الحرص على الدّنيا.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات
النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: