شرح حديث سهل بن سعد (ما رأى رسول اللَّه صل الله عليه وسلم النقي)
باب: فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس
الدرر السنية
شرح حديث سهل بن سعد (ما رأى رسول اللَّه
صل الله عليه وسلم النقي)
أحاديث
رياض الصالحين: باب فضل الجوع وخشونة العيش
٥٠١ - وعن سهل بن سعدٍ -رضي
اللَّه عنه- قال: ما رَأى رُسولُ ﷺ النّقِيُّ منْ حِينَ
ابْتعَثَهُ اللَّه تعالى حتَّى قَبَضَهُ اللَّه تعالى، فقيل لَهُ هَلْ كَانَ
لَكُمْ في عهْد رسول اللَّه ﷺ
مَنَاخلُ؟ قال: ما رأى رسولُ اللَّه ﷺ مُنْخَلاَ مِنْ حِينَ
ابْتَعثَهُ اللَّه تَعَالَى حَتَّى قَبَضُه اللَّه تعالى، فَقِيلَ لهُ: كَيْفَ
كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غيرَ منْخُولٍ؟ قال: كُنَّا نَطْحُنَهُ
ونَنْفُخُهُ، فَيَطيرُ ما طارَ، وما بَقِي ثَرَّيْناهُ. رواه البخاري.
قوله:
«النَّقِيّ»: هو بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياءِ. وهُوَ الخُبْزُ
الحُوَّارَى، وَهُوَ: الدَّرْمَكُ، قوله: «ثَرَّيْنَاهُ» هُو بثاءٍ مُثَلَّثَةٍ،
ثُمَّ رَاءٍ مُشَدَّدَةٍ، ثُمَّ ياءٍ مُثَنَّاةٍ مِنْ تحت ثُمَّ نون، أَيْ:
بَلَلْناهُ وعَجَنَّاهُ.
كان
النّبيّ ﷺ
والصّحابة معه يمثّلون القدوة لمن بعدهم في الزّهد، وعدم الانشغال بزينة الدّنيا
فلم تكن منتهي آمالهم، بل تركوها خلفهم.
وفي
هذا الحديث يقول أبو حازم: سألت سهل بن سعد: هل أكل رسول الله ﷺ "النّقيّ"؟ وهو
الشّعير المنخول مرّة بعد مرّة، فقال سهل: ما رأى رسول الله ﷺ النّقيّ، من حين ابتعثه الله
حتّى قبضه الله! فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله ﷺ مناخل؟ وهو: الغربال الّذي
يغربل به الشّعير أو القمح وغيرهما، أو هو ما ينخل به الدّقيق، ويفصل به الناعم
منه عن الخشن والقشور، فقال سهل: ما رأى رسول الله ﷺ منخلا من حين ابتعثه الله
حتّى قبضه! قلت: كيف كنتم تأكلون الشّعير غير منخول؟ قال: كنّا نطحنه وننفخه،
فيطير ما طار، وما بقي "ثرّيناه"، أي: بللناه بالماء فأكلناه.
وفي
الحديث: بيان معيشة النّبيّ ﷺ
وأصحابه، وبيان تركه ﷺ
التكلّف في شأن الطّعام.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: