شرح حديث / والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا
باب
فضل الحب في الله والحث عليه
الدرر
السنية
شرح
حديث / والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا
٣٨٣ - وعن أبى هريرة -رضى الله عنه- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى
تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيءٍ
إِذَا فَعَلْتُمُوه تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بينَكم» رواه مسلم.
الشرح:
السَّلامُ
أوَّلُ أسْبابِ التآلُفِ ومِفتاحُ استِجْلابِ المودَّةِ، وفي إفْشائِهِ أٌلفةٌ
لِلمُسلِمينَ بعضُهُم لِبعْضٍ وإظهارُ شِعارِهم الممَيَّزِ لهم مِن غَيرِهم.
وفي
هذا الحديثِ يُخبِرُ رسولُ اللهِ ﷺ، أنَّه لَن يدخُلَ
الجنَّةَ إلَّا المؤمِنونَ، فيَقولُ: لا تدْخلونَ الجنَّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا
تُؤمِنوا حتى تحابُّوا، أيْ: لا يكتَمِلُ إيمانُكم حتَّى يُحبَّ بعضُكُم بَعضًا،
ثمَّ يَقولُ رَسولُ اللهِ ﷺ:
أوَ لَا أدُلُّكمْ عَلي شَيءٍ سَهلٍ يَسيرٍ إذا فَعَلْتُموهُ تَحابَبْتم؟ أفْشُوا
السَّلامَ بَينكُمْ؛ فاللهُ عزَّ وجَلَّ، جعلَ إفْشاءَ السَّلامِ سببًا
لِلمَحبَّةِ، والمحَبَّةَ سببًا لِكَمالِ الإيمانِ؛ لأنَّ إفْشاءَ السَّلامِ سبَبٌ
للتَّحابِّ والتوَادِّ، وهوَ سببُ الالْفةِ بينَ المسلِمينَ المسبِّبُ لِكمالِ
الدِّينِ وإعْلاءِ كَلمةِ الإسلامِ. وفي التَّهاجُرِ والتقاطُعِ والشَّحْناءِ
التفرِقةُ بينَ المسلِمينَ.
وفي
الحديثِ: الأمرُ بإفْشاءِ السَّلامِ لِمَا فيهِ من نَشْرِ المحبَّةِ والأمانِ بينَ
الناسِ.
وفيه:
إرْشادُ النَّبيِّ لأمَّتِه إلى أسبابِ الفَوزِ والنَّجاةِ ودُخولِ الجنَّةِ.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: