شرح الحديث النبوى الشريف - علموا الصبي الصلاة لسبع سنين - من رياض الصالحين
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
رحمه الله
شرح أحاديث رياض الصالحين باب المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى ، ونهيه موجوب أمر أهله وأولاد
شرح أحاديث رياض الصالحين باب المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى ، ونهيه موجوب أمر أهله وأولاد
شرح الحديث النبوى الشريف - علموا الصبي الصلاة لسبع سنين - من رياض الصالحين
شرح الحديث النبوى الشريف - مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين - من رياض الصالحين
جميع احاديث
رياض
الصالحين
موجودة
هنا
وكلها
فى
الصحيحين
مع
الشرح
لها
على
مدونة
فذكر
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد
الحديث رقم 306 و307 باب المميزين وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى ، ونهيه موجوب أمر أهله وأولاد
- 306عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ) مروا أولادكم بالصلاة
وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في
المضاجع ( حديث حسن رواه أبو
داود بإسناد حسن (124).
307ـ وعن أبي ثرية سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) علموا الصبي الصلاة لسبع سنين ، واضربوه عليها ابن عشر سنين ( حديث حسن رواه أبو داود، والترمذي، وقال : حديث حسن(125) .
ولفظ أبي داود ) مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ( .
الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ) مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهو أبناء عشر (وهو حديث حسن له شاهد من حديث سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه ، وهذا من حقوق الأولاد على آبائهم ؛ أن يأمروهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنوات ، وأن يضربوهم عليها أي : على التفريط فيها وإضاعتها إذا بلغوا عشر سنين ، ولكن بشرط أن يكونا ذوي عقل .
فإن بلغوا سبع سنين أو عشر سنين وهم لا يعقلون ، يعني فيهم جنون ؛ فإنهم لا يؤمرون بشيء ، ولا يضربون على شيء ، لكن يمنعون من الإفساد ؛ سواء في البيت أو خارج البيت .
وقوله ) اضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ( المراد الضرب الذي يحصل به التأديب بلا ضرر ، فلا يجوز للأب أن يضرب أولاده ضرباً مبرحاً ، ولا يجوز أن يضربهم ضرباً مكرراً لا حاجة إليه ، بل إذا احتاج إليه مثل ألا يقوم الولد للصلاة إلا بالضرب فإنه يضربه ضرباً غير مبرح ، بل ضرباً معتاداً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بضربهم لا لإيلامهم ولكن لتأديبهم وتقويمهم .
وفي هذا الحديث إشارة إلى أن ما ذهب إليه بعض المتأخرين ممن يدّعون أنهم أصحاب تربية من أن الصغار لا يضربون في المدارس إذا أهملوا ، ففي هذا الحديث الرد عليهم ، وهو دليل على بطلان فكرتهم ، وأنها غير صحيحة ؛ لأن بعض الصغار لا ينفعهم الكلام في الغالب ، لكن الضرب ينفعهم أكثر ، فلو أنهم تركوا بدون ضرب ؛ لضيّعوا الواجب عليهم ، وفرّطوا في الدروس وأهملوا ، فلابد من ضربهم ليعتادوا النظام ، ويقوموا بما ينبغي أن يقوموا به ، وإلا لصارت المسألة فوضى .
إلا أنه كما قلنا لابد أن يكون الضرب للتأديب لا للإيلام والإيجاع ، فيضرب ضرباً يليق بحاله ، ضرباً غير مبرح ، لا يفعل كما يفعل بعض المعلمين في الزمن السابق ؛ يضرب الضرب العظيم الموجع ، ولا يهمل كما يدعي هؤلاء المربون الذين هم من أبعد الناس عن التربية، لا يقال لهم شيء ؛ لأن الصبي لا يمتثل ولا يعرف ، لكن الضرب يؤدبه ، والله الموفق .
307ـ وعن أبي ثرية سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) علموا الصبي الصلاة لسبع سنين ، واضربوه عليها ابن عشر سنين ( حديث حسن رواه أبو داود، والترمذي، وقال : حديث حسن(125) .
ولفظ أبي داود ) مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ( .
الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ) مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهو أبناء عشر (وهو حديث حسن له شاهد من حديث سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه ، وهذا من حقوق الأولاد على آبائهم ؛ أن يأمروهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنوات ، وأن يضربوهم عليها أي : على التفريط فيها وإضاعتها إذا بلغوا عشر سنين ، ولكن بشرط أن يكونا ذوي عقل .
فإن بلغوا سبع سنين أو عشر سنين وهم لا يعقلون ، يعني فيهم جنون ؛ فإنهم لا يؤمرون بشيء ، ولا يضربون على شيء ، لكن يمنعون من الإفساد ؛ سواء في البيت أو خارج البيت .
وقوله ) اضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ( المراد الضرب الذي يحصل به التأديب بلا ضرر ، فلا يجوز للأب أن يضرب أولاده ضرباً مبرحاً ، ولا يجوز أن يضربهم ضرباً مكرراً لا حاجة إليه ، بل إذا احتاج إليه مثل ألا يقوم الولد للصلاة إلا بالضرب فإنه يضربه ضرباً غير مبرح ، بل ضرباً معتاداً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بضربهم لا لإيلامهم ولكن لتأديبهم وتقويمهم .
وفي هذا الحديث إشارة إلى أن ما ذهب إليه بعض المتأخرين ممن يدّعون أنهم أصحاب تربية من أن الصغار لا يضربون في المدارس إذا أهملوا ، ففي هذا الحديث الرد عليهم ، وهو دليل على بطلان فكرتهم ، وأنها غير صحيحة ؛ لأن بعض الصغار لا ينفعهم الكلام في الغالب ، لكن الضرب ينفعهم أكثر ، فلو أنهم تركوا بدون ضرب ؛ لضيّعوا الواجب عليهم ، وفرّطوا في الدروس وأهملوا ، فلابد من ضربهم ليعتادوا النظام ، ويقوموا بما ينبغي أن يقوموا به ، وإلا لصارت المسألة فوضى .
إلا أنه كما قلنا لابد أن يكون الضرب للتأديب لا للإيلام والإيجاع ، فيضرب ضرباً يليق بحاله ، ضرباً غير مبرح ، لا يفعل كما يفعل بعض المعلمين في الزمن السابق ؛ يضرب الضرب العظيم الموجع ، ولا يهمل كما يدعي هؤلاء المربون الذين هم من أبعد الناس عن التربية، لا يقال لهم شيء ؛ لأن الصبي لا يمتثل ولا يعرف ، لكن الضرب يؤدبه ، والله الموفق .
الحمد لله رب العالمين
(124) رواه أب
داود ، كتاب الصلاة ، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة ، رقم ( 495 ) .
(125) رواه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة ، رقم ( 495 ) ، والترمذي ، كتاب الصلاة ، باب ما جاء متى يؤمر الصبي ، رقم ( 407 ) .
(125) رواه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة ، رقم ( 495 ) ، والترمذي ، كتاب الصلاة ، باب ما جاء متى يؤمر الصبي ، رقم ( 407 ) .
اللهُم إِرحَم
مَوتانا
مِن
المُسلِمين
وَإجمَعنا
بهِم
فيِ
جَنّات
النَعيمْ
.
تقبل الله
منا
ومنكم
صالح
الأعمال
لاتحرمنا التعليق
شرح الحديث النبوى الشريف - علموا الصبي الصلاة لسبع سنين - من رياض الصالحين
Reviewed by احمد خليل
on
1:44:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: