شرح حديث / لا تضربوا إماء الله
باب
الوصيـة بالنسـاء
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله
بن باز
شرح
حديث / لا تضربوا إماء الله
٢٨٤ - وعن إِياس بنِ عبدِاللَّه بنِ أَبي ذُباب - رضي الله عنه -
قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ:
«لا تَضْربُوا إِمَاءَ اللَّهِ» فَجاءَ عُمَرُ
- رضي الله عنه - إِلي رسولِ اللَّه ﷺ فَقَالَ: ذَئِرْنَ النِّساءُ
عَلَى أَزْواجهنَّ، فَرَخَّصَ في ضَرْبهِنَّ، فَأَطاف بِآلِ رسولِ اللَّه ﷺ نِساءٌ كَثِيرٌ يَشْكونَ
أَزْواجهُنَّ، فَقَالَ رَسُول اللَّه ﷺ: «لَقَدْ
أَطَافَ بآلِ بَيْت مُحمَّدٍ نِساءٌ كَثير يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ
أُولئك بخيارِكُمْ» رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ.
قوله:
(ذئرن) هو بذال معجمة مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم راء ساكنة ثم نون، أي: اجترأن،
قوله: (أطاف) أي: أحاط.
٢٨٥ - وعن عبدِاللَّه بنِ عمرو بن العاص - رضي اللَّه عنهما -: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتاعهَا المَرْأَةُ
الصَّالحةُ» رواه مسلم.
الشيخ:
الشيخ:
بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّ الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله
وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما
بعد:
فهذان
الحديثان وما جاء في معناهما فيهما الدلالة على أنه ينبغي للزوج أن يعتني بإصلاح
زوجته بغير الضرب، بالتوجيه، والإرشاد، والتعليم، وأن يكون الضربُ هو آخر الطبِّ؛
لقوله - جل وعلا -: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ
نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}[النساء:
٣٤]، فجعل الضرب هو الأخير، والنبي ﷺ لما خطب الناسَ في حجة
الوداع أوصاهم بالنساء خيرًا، قال: استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهنَّ عَوَانٌ عندكم،
وإنهنَّ خُلِقْنَ من ضِلَعٍ، وفي اللفظ الآخر: من ضِلَعٍ أعوج، وإنَّ أعوج شيءٍ في
الضِّلَع أعلاه، فإذا ذهبْتَ تُقيمه كسرته، وإن تركتَه لم يزل أعوج، وفي اللفظ
الآخر: إن ذهبتَ تُقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها.
فالواجب على الأزواج الرفق، والصبر، والتحمل، وعدم العجلة في الضرب، مهما أمكن علاجٌ آخر من النَّصيحة، والتوجيه، والإرشاد، ونحو ذلك، فإذا لم يتيسر إلا الضرب فيكون ضربًا غير مبرح، ضربًا خفيفًا يحصل به المطلوب؛ لأن الله جعله هو آخر الطب، فآخر الطب هو الضرب الخفيف الذي ليس مبرحًا، كما قال ﷺ: ضربًا غير مبرح، لحصول التعاون على البر والتقوى؛ لأنه إذا كان الزوج شديد الخلق، سيئ الخلق؛ ساءت الأحوال، وإذا كان الضرب عند كل شيءٍ ساءت الأحوال.
فالواجب على الأزواج الرفق، والصبر، والتحمل، وعدم العجلة في الضرب، مهما أمكن علاجٌ آخر من النَّصيحة، والتوجيه، والإرشاد، ونحو ذلك، فإذا لم يتيسر إلا الضرب فيكون ضربًا غير مبرح، ضربًا خفيفًا يحصل به المطلوب؛ لأن الله جعله هو آخر الطب، فآخر الطب هو الضرب الخفيف الذي ليس مبرحًا، كما قال ﷺ: ضربًا غير مبرح، لحصول التعاون على البر والتقوى؛ لأنه إذا كان الزوج شديد الخلق، سيئ الخلق؛ ساءت الأحوال، وإذا كان الضرب عند كل شيءٍ ساءت الأحوال.
فينبغي
للزوج أن يكون واسع الخلق، طيب الخلق، يعالج بالحكمة والرفق والكلام الطيب، مهما
أمكن، إلا عند الضرورة القصوى؛ فيكون الضرب خفيفًا غير مبرح، إذا لم يُغْنِ
العلاجُ الآخر والأسبابُ الأخرى شيئًا.
وفَّق
الله الجميع.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات
النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / لا تضربوا إماء الله
Reviewed by احمد خليل
on
11:58:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: