Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض

باب تحريم الظلم والأمر بردّ المظالم

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

إن – الزمان – قد – استدار – كهيئته – يوم – خلق – الله – السموات - والأرض

إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض


أحاديث رياض الصالحين: باب تحريم الظلم والأمر بردّ المظالم

 

٢١٨ - وَعَنْ أَبِي بَكْرَة نَفِيعْ بْنْ اَلْحَارِثْ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- عَنْ اَلنَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ اَلزَّمَانَ قَدْ اِسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمِ خَلْقِ اَللَّهِ اَلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ: اَلسَّنَةُ اِثْنَا عَشَرَ شَهْرً، مِنْهَا أَرْبَعَةُ حَرَمٍ: ثَلَاثُ مُتَوَالِيَاتٍ: ذُو اَلْقِعْدَةِ، وَذُو اَلْحُجَّةِ، وَالْمُحَرَّمَ، وَرَجَبْ مُضِرٌّ اَلَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَان، أَيُّ شَهْرِ هَذَا؟» قُلْنَا: اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمَ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنِّنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهُ بِغَيْرِ اِسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ ذَا اَلْحُجَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ بَلَد هَذَا؟» قُلْنَا: اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمَ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنِّنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهُ بِغَيْرِ اِسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ اَلْبَلْدَةُ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ يَوْمِ هَذَا؟» قُلْنَا: اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمَ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنِّنَا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهُ بِغَيْرِ اِسْمِه، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمُ اَلنَّحْرِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامُ كَحُرْمَةٍ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتُلْقُونَ رَبُّكُمْ فَيُسْأَلَكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابُ بَعْضٍ، إِلَّا لِيَبْلُغَ اَلشَّاهِدُ اَلْغَائِبُ، فَلَعَلَّ بَعْض مِنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ مِنْ سُمْعَةٍ» ثُمَّ قَالَ: «أَلَا هَلْ بَلَغَتْ؟ أَلَّا هَلْ بَلَغَتْ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «اَللَّهُمَّ أَشْهَدُ» مُتَّفَقٍ عَلَيْهِ.

 

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذا الحديث كالذي قبله في الحث على العدل، وتحري الحق، والحذر من الظلم والغلول، والرسول أكثر في هذا؛ لأن الأمة فيها الجاهل، وفيها الطامع وكثير الشغف بالمال، وفيها ضعيف الإيمان، وفيها الكافر، فأبدى وأعاد -عليه الصلاة والسلام- حتى يبلغ الناس هذا الأمر، وأن الواجب على جميع الناس أن يؤدوا ما أوجب الله عليهم، وأن يحذروا ما حرم الله عليهم، لا في المال، ولا غيره، ولهذا خطب الناس في حجة الوداع في عرفة، وفي يوم النحر أيضا، وقال لهم : «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض: السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان»، ثم سألهم: «أي شهر هذا؟ أي بلد هذا؟ أي يوم هذا؟» ليستعدوا للجواب، وليحضروا قلوبهم لما يقول لهم عليه الصلاة والسلام، فلما بين لهم شهر ذي الحجة، والبلدة هي المكة، ويوم النحر، قال: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟»، وفي حديث جابر جعل يرفع أصبعه إلى السماء ثم يكبه إلى الناس ويقول: «اللهم اشهد، اللهم اشهد».


فالواجب على جميع المكلفين الحذر مما حرم الله، والحرص على أداء الواجب، والحذر من الغلول، ولهذا قال: «فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابُ بَعْضٍ» يعني: لا تعملوا أعمال الكفار، الكفر هنا كفر منكر، يعني: لا تعملوا أعمالهم من الظلم والبغي بالقتل وغيره، فالقتل ظلما من الكفر الأصغر ومن كبائر الذنوب، قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: ٩٣]، وحذرهم من أسباب الفتن والاختلاف والنزاع الذي يفضي إلى سفك الدماء، وقال: «فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابُ بَعْضٍ»، فالظلم في الأموال يفضي إلى سفك الدماء، فيجب الحذر من هذا وهذا جميعا.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض Reviewed by احمد خليل on 3:05:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.