باب الإصلاح بين الناس
باب
الإصلاح بين الناس
أحاديث رياض الصالحين: باب الإصلاح
بَيْنَ الناس.
قَالَ الله تَعَالَى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: ١١٤]،
وَقالَ تَعَالَى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}
[النساء: ١٢٨]، وَقالَ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: ١]، وقال تَعَالَى: {إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: ١٠].
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله،
وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أمَّا بعد:
فهذه الآيات الكريمات كلها تدل على فضل
الإصلاح بين الناس، وأنه ينبغي للمؤمنين الإصلاح فيما بينهم، فإذا تنازع اثنان أو
جماعة أصلحوا بينهم؛ لأن المؤمنين إخوة، والصلح من شأن الإخوة، كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات:
١٠]، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا
ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال:
١]، وقال تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء:
١٢٨]، وقال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ
نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ
النَّاسِ} [النساء:
١١٤]، فالإصلاح بين الناس فيه مصالح كثيرة، وقطع الشحناء، وقطع الخصومة، والتأليف
بين القلوب، فإن الصلح يؤلف بين القلوب، والحكم قد يُبقي فيها شيئًا من الشحناء،
ولكن الصلح الذي يكون عن تراضٍ تكون القلوب فيه طيبة، ويسلم الناس من الشحناء التي
تحصل بسبب الخصومات والأحكام.
فالمشروع للمؤمنين فيما بينهم الإصلاح
مهما أمكن، وعدم إلجاء الخصمين إلى المخاصمة لدى المحاكم، بل يصلحون بينهم، فهذا
يتنازل عن شيءٍ، أو هذا يُؤجِّل أو يسمح بشيءٍ من حقِّه، أو ما أشبهه، أو يساعدونه
في شيءٍ حتى تكون المسألةُ بين الجميع على وجه التناصح بينهم، والتعاون، وعدم
الإلجاء إلى الأحكام، فالصلح فيه خيرٌ عظيم، وفيه مصالح كثيرة. وفق الله الجميع.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا
ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: