شرح حديث / المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
باب
تحريم الظلم والأمر بردّ المظالم
شرح
حديث / المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
أحاديث
رياض الصالحين: باب تحريم الظلم والأمر بردّ المظالم
٢١٦
- وعن عبدِ اللَّه بن عَمْرو بن العاص -رضي اللَّه عنهما- عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ
ويَدِهِ، والْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّه عَنْهُ» مُتَّفَقٌ
عَلَيهِ.
الشيخ:
بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّ الله وسلَّم على رسول الله وعلى آله
وأصحابه.
أما
بعد:
أنَّ
الواجب على المؤمن الحذر من الظلم كله، دقيقه وجليله، والغلول من الظلم، فالواجب
على المسلم أن يحذره مع قريبه وبعيده، فإن عاقبته وخيمة كما تقدَّم، يقول ﷺ: «اتَّقوا الظلمَ، فإنَّ
الظلم ظُلماتٌ يوم القيامة»، ويقول الله جلَّ وعلا، في الحديث القدسي: «يا عبادي،
إني حرمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا»، والله سبحانه في
كتابه الكريم يقول: {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ
نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} [الفرقان: ١٩].
فالواجب
على المؤمن أن يحذر الظلم في جميع أنواعه.
وكما
جاء في حديث عبد الله بن عمرو: يقول النبيُّ ﷺ: المسلم مَن سَلِمَ المسلمون
من لسانه ويده، والمهاجر مَن هجر ما نهى الله عنه، يعني: المسلم الكامل الذي يسلم
الناسُ من لسانه ويده، ولا يُؤذي الناس: لا بأفعاله، ولا بأقواله، هذا المسلم
الكامل، وهو المؤمن.
والمهاجر
مَن هجر ما نهى الله عنه من ذلك: هجر بلاد الشرك، وهجر المعاصي، وهجر جميع ما
حرَّم الله، فينبغي للمؤمن أن يُحافظ على لسانه وجوارحه، فالمسلم حقًّا مَن سلم
المسلمون من لسانه ويده، وفي اللفظ الآخر: أي الإسلام أفضل؟ قال: مَن سلم المسلمون
من لسانه ويده.
فالواجب
على المؤمن أن يحذر ذلك، وأن يكون في غايةٍ من العناية بجوارحه ولسانه، لعله يسلم
من ظلم الناس. والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: