شرح حديث/ من كانت عنده مظلمة لأخيه
باب
تحريم الظلم والأمر برد المظالم
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح حديث/ من كانت عنده مظلمة لأخيه
أحاديث رياض الصالحين: باب تحريم الظلم
والأمر بردّ المظالم.
٢١٥ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة -رَضِيَ
اَللَّهُ عَنْهُ- عَنْ اَلنَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عَرْضِهِ
أَوْ مِنْ شَيْءِ فَلْيتَحَلَّلْه مِنْهُ اَلْيَوْمَ قِبَلَ أَلَّا يَكُونَ
دِينَارٌ وَلَا دِرْهَم، إِنَّ كَانَ لَهُ عَمَلُ صَالِحِ أَخْذِ مِنْهُ بِقَدْرِ
مَظْلَمتِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ
صَاحِبِهِ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ» رواه البخاري.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى
الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذا الحديث كالذي قبله في تحريم الظلم،
وأن الواجب على المؤمن الحذر من الظلم كله، دقيقه وجليله، والغلول من الظلم،
فالواجب على المسلم أن يحذره مع قريبه وبعيده، فإن عاقبته وخيمة كما تقدم، يقول ﷺ: «اتَّقُوا الظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ»،
ويقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: «يا
عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ
مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا»، والله سبحانه في كتابه الكريم يقول: {وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا}
[الفرقان: ١٩].
فالواجب على المؤمن أن يحذر الظلم في
جميع أنواعه: في مال، أو في عرض، أو في بدن، يقول النبي ﷺ: «من كان عنده لأخيه
مظلمة في عرض أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم» يعني: الواجب
على المؤمن أن يسارع في التحلل من أخيه قبل يوم القيامة، قبل الموت، سواء كان في
عرضه، أو ماله، أو دمه، فيوم القيامة ليس فيه دراهم ودنانير، فيه الحساب بالأعمال
الصالحة والطالحة، الحسنات والسيئات، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر المظلمة
التي عليه، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه -نسأل الله
العافية.
وفق الله الجميع.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح
الأعمال
ليست هناك تعليقات: