شرح حديث / تعوذ بالله من الشيطان الرجيم
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
شرح أحاديث رياض الصالحين باب الصَّبر
شرح أحاديث رياض الصالحين باب الصَّبر
شرح حديث / ليس الشديد بالصرعة
أحاديث رياض الصالحين
باب الصبر الحديث 46 -47
باب الصبر الحديث 46 -47
46
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :(
ليس الشديد بالصُرَعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه
عند الغضب) متفق
عليه .
والصرعة: بضم
الصاد وفتح الراء، وأصله عند العرب: من يصرع الناس كثيرا
- 47 وعن سليمان بن صُرَد رضي
الله عنه قال: كنت جالسا مع النبي ﷺ، ورجلان يَسْتَبَّان ، وأحدهما قد
احمر وجهه ، وانتفخت أوداجه. فقال رسول الله ﷺ) إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم، ذهب منه ما يجد (فقالوا
له: أن النبي ﷺ قال: (تعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم (متفق
عليه
الشرح
هذان
الحديثان اللذان ذكرهما المؤلف في الغضب، والغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم،
فيستشيط غضبا، ويحتمي جسده، وتنتفخ أوداجه، ويحمرُّ وجهه، ويتكلم بكلام لا يعقله أحيانا،
ويتصرف تصرفا لا يعقله أيضا.
ولهذا
جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال:
أوصني قال: (لا تغضب) قال
فردَّد مرارا، قال (لا تغضب).
وبيَّن
النبي عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة هذا الذي ذكره
المؤلف رحمه الله أن الشديد ليس بالصُّرَعة فقال: (ليس الشديد
بالصرعة) أي:
ليس القوي في الصرعة الذي يكثر صرع الناس فيطرحهم ويغلبهم في المصارعة، هذا يقال
عنه عند الناس إنه شديد وقوي، لكن النبي ﷺ يقول:
ليس هذا الشديد حقيقة، (إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) أي: القوي حقيقة هو
الذي يصرع نفسه إذا صارعته وغضب ملكها وتحكم فيها، لأن هذه هي القوة الحقيقة، قوة
داخلية معنوية يتغلب بها الإنسان على الشيطان، لأن الشيطان هو الذي يلقي الجمرة في
قلبك من أجل أن تغضب .
ففي
هذا الحديث الحث على أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، وأن لا يسترسل فيه، لأنه
يندم بعده، كثيرا ما يغضب الإنسان فيطلِّق امرأته، وربما تكون هذه الطلقة آخر تطليقة!
كثيرا
ما يغضب الإنسان فيتلفُ ماله، إما بالحرق أو بالتكسير. كثيرا ما يغضب على ابنه حتى
يضربه، وربما مات بضربه. وكذلك يغضب على زوجته مثلا فيضربها ضربا مبرحا، وما أشبه
ذلك من الأشياء الكثيرة التي تحدث للإنسان عند الغضب؛ ولهذا نهى النبي ﷺ أن
يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان لأن الغضب يمنع القاضي من تصور المسألة، ثم
من تطبيق الحكم الشرعي عليها، فيهلك ويحكم بين الناس بغير الحق.
وكذلك
ذكر المؤلف رحمه الله حديث سليمان بن صُرَد رضي الله عنه في رجلين
استَبَّا عند الرسول ﷺ، فغضب أحدهما حتى
انتفخت أوداجه واحمر وجهه، فقال النبي ﷺ (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم (أعوذ
بالله أي: أعتصم به.
من
الشيطان الرجيم: لأن ما أصابه من الشيطان، وعلى هذا فنقول: المشروع للإنسان إذا
غضب أن يحبس نفسه وأن يصبر، وأن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول: أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم، وأن يتوضأ، فإن الوضوء يطفئ الغضب، وإن كان قائما فليقعد، وإن
كان قاعدا فليضطجع، وإن خاف خرج من المكان الذي هو فيه، حتى لا ينفذ غضبه فيندم
بعد ذلك. والله الموفق
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
|
شرح حديث / تعوذ بالله من الشيطان الرجيم
Reviewed by احمد خليل
on
2:30:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: