فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ الزَّكَاةِ: بَابُ البَيْعَةِ عَلَى إِيتَاءِ الزَّكَاةِ.
{فَإِنْ
تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}
[التوبة: ١١].
١٤٠١- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ جَرِيرُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ ﷺ
عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
الشرح:
قوله: (باب البيعة على إيتاء الزكاة) قال الزين
بن المنير: هذه
الترجمة أخص من التي قبلها، لتضمنها أن بيعة الإسلام لا تتم إلا بالتزام إيتاء الزكاة،
وأن مانعها ناقض لعهده مبطل لبيعته، فهو أخص من الإيجاب؛ لأن كل ما تضمنته بيعة
النبي ﷺ واجب، وليس كل واجب تضمنته بيعته،
وموضع التخصيص الاهتمام والاعتناء بالذكر حال البيعة. قال: وأتبع المصنف الترجمة
بالآية معتضدا بحكمها؛ لأنها تضمنت أنه لا يدخل في التوبة من الكفر وينال أخوة
المؤمنين في الدين إلا من أقام الصلاة وآتى الزكاة. انتهى.
وقد تقدم الكلام على
حديث جرير مستوفى في آخر كتاب الإيمان.
الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا
بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال