باب الاستسقاء في المصلى
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: أَبْوَابُ
الِاسْتِسْقَاءِ، بَابُ الِاسْتِسْقَاءِ فِي المُصَلَّى.
١٠٢٧- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ،
سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى المُصَلَّى يَسْتَسْقِي وَاسْتَقْبَلَ
القِبْلَةَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَلَبَ رِدَاءهُ. قَالَ سُفْيَانُ:
فَأَخْبَرَنِي المَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: جَعَلَ اليَمِينَ عَلَى
الشِّمَالِ.
الشرح:
قوله: (باب الاستسقاء في المصلى) هذه
الترجمة أخص من الترجمة المتقدمة أول الأبواب وهي "باب الخروج إلى
الاستسقاء"؛ لأنه أعم من أن يكون إلى المصلى، ووقع في رواية هذا الباب
تعيين الخروج إلى الاستسقاء إلى المصلى، بخلاف تلك فناسب كل رواية ترجمتها.
قوله: (قال سفيان) هو
ابن عيينة، وهو متصل بالإسناد الأول، ووهم من زعم أنه معلق كالمزي حيث
علم على المسعودي في التهذيب علامة التعليق، فإنه عند ابن
ماجه من وجه آخر عن سفيان عن المسعودي، وكذا قول ابن
القطان لا ندري عمن أخذه البخاري قال: ولهذا لا يعد
أحد المسعودي في رجاله وقد تعقبه ابن المواق بأن الظاهر أنه
أخذه عن عبد الله بن محمد شيخه فيه، ولا يلزم من كونهم لم يعدوا المسعودي في
رجاله أن لا يكون وصل هذا الموضع عنه؛ لأنه لم يقصد الرواية عنه، وإنما ذكر
الزيادة التي زادها استطرادا، وهو كما قال.
قوله: (عن أبي بكر) يعني: ابن
محمد بن عمرو بن حزم بإسناده وهو عن عباد بن تميم عن عمه،
وزعم ابن القطان أيضا أنه لا يدري عمن أخذ أبو بكر هذه
الزيادة اهـ. وقد بين ذلك ما أخرجه ابن ماجه وابن خزيمة من
طريق سفيان بن عيينة وفيه بيان كون أبي بكر رواها
عن عباد بن تميم عن عمه، وكذا أخرجه الحميدي في مسنده
عن سفيان بن عيينة مبينا. قال ابن بطال: حديث أبي
بكر يدل على أن الصلاة قبل الخطبة؛ لأنه ذكر أنه صلى قبل قلب ردائه،
قال: وهو أضبط للقصة من ولده عبد الله بن أبي بكر حيث ذكر الخطبة قبل الصلاة.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: