باب استقبال الإمام الناس في خطبة العيد
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ
العِيدَيْنِ، بَابُ: اسْتِقْبَالِ الإِمَامِ النَّاسَ فِي خُطْبَةِ العِيدِ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَامَ النَّبِيُّ ﷺ مُقَابِلَ النَّاسِ.
٩٧٦- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ
البَرَاءِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ
أَضْحًى إِلَى البَقِيعِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا
بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي
يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ
فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ،
فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ»
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي ذَبَحْتُ وَعِنْدِي
جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ؟ قَالَ: «اذْبَحْهَا،
وَلاَ تَفِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ».
الشرح:
قوله: (باب استقبال الإمام الناس في
خطبة العيد) قال الزين
بن المنير ما حاصله: إن إعادة هذه الترجمة بعد أن تقدم نظيرها في الجمعة لرفع
احتمال من يتوهم أن العيد يخالف الجمعة في ذلك، وأن استقبال الإمام في
الجمعة يكون ضروريا لكونه يخطب على المنبر، بخلاف العيد فإنه يخطب فيه على
رجليه كما تقدم في "باب خطبة العيد"، فأراد أن يبين أن الاستقبال سُنّة
على كل حال.
قوله: (قال أبو سعيد: قام
النبي ﷺ مقابل الناس) هو طرف من حديث وصله
المصنف في "باب الخروج إلى المصلى" وقد تقدم قبل عشرة أبواب بلفظ
"ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس"، وفي رواية مسلم" قام فأقبل على الناس" الحديث.
قوله في حديث البراء: (فإنه
شيء عجله لأهله) في رواية المستملي "فإنما هو شيء"،
وقوله فيه: "ولا تفي عن أحد بعدك"
كذا للمستملي والحموي بفاء، وللكشميهني والباقين
"ولا تغني" بالغين المعجمة والنون وضم أوله، والمعنى متقارب. وسيأتي
الكلام عليه مستوفى في كتاب الأضاحي إن شاء الله تعالى. وموضع الترجمة منه قوله: "ثم
أقبل علينا بوجهه".
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: