باب من أسمع الناس تكبير الإمام
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ
مَوَاقِيتِ الصَّلاَةِ بَابُ مَنْ أَسْمَعَ النَّاسَ تَكْبِيرَ الإِمَامِ.
٧١٢- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ ﷺ مَرَضَهُ الَّذِي
مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ بِلاَلٌ يُوذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ»، قُلْتُ: إِنَّ
أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِنْ يَقُمْ مَقَامَكَ يَبْكِي، فَلاَ يَقْدِرُ عَلَى
القِرَاءَةِ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ
فَلْيُصَلِّ»، فَقُلْتُ: مِثْلَهُ، فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ
الرَّابِعَةِ: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا
أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ»، فَصَلَّى، وَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَ،يْنِ كَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَيْهِ يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ الأَرْضَ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ
يَتَأَخَّرُ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ صَلِّ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، وَقَعَدَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى
جَنْبِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ التَّكْبِيرَ تَابَعَهُ مُحَاضِرٌ،
عَنِ الأَعْمَشِ.
الشرح:
قوله: (باب من أسمع الناس تكبير الإمام)
تقدم الكلام على حديث عائشة في "باب حد المريض أن يشهد الجماعة" والشاهد
فيه قوله "وأبو بكر يسمع الناس التكبير" وهذه اللفظة مفسرة عند الجمهور
للمراد بقوله في الرواية الماضية "وكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي ﷺ والناس يصلون بصلاة أبي بكر" وقد ذكر البخاري
أن محاضرا تابع عبد الله بن داود على ذلك، وسيأتي البحث في ذلك في الباب الذي
بعده، قال ابن مالك: ووقع في بعض الروايات هنا "إن يقم مقامك يبكي، ومروا أبا
بكر يصلي" بإثبات الياء فيهما، وهو من قبيل إجراء المعتل لمجرى الصحيح والاكتفاء
بحذف الحركة ومنه قراءة من قرأ: {إِنَّهُ مَنْ
يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} [يوسف: ٩٠].
(تنبيه): سقط في رواية أبي زيد المروزي من
هذا الإسناد "إبراهيم" ولا بد منه.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: