فتح الباري لابن حجر شرح صحيح البخاري
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ
الغُسْلِ بَابٌ: الجُنُبُ يَخْرُجُ وَيَمْشِي فِي السُّوقِ وَغَيْرِهِ.
وَقَالَ عَطَاءٌ: «يَحْتَجِمُ الجُنُبُ، وَيُقَلِّمُ
أَظْفَارَهُ، وَيَحْلِقُ رَأْسَهُ، وَإِنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ».
٢٨٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ، فِي اللَّيْلَةِ
الوَاحِدَةِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
الشرح:
(باب الجنب يخرج ويمشي في السوق) قوله:
(وغيره) بالجر أي:
وغير السوق ويحتمل الرفع عطفا على يخرج من جهة المعنى.
قوله: (وقال عطاء) كذا التعليق وصله عبد
الرزاق عن ابن جريج عنه وزاد "ويطلي بالنورة" ولعل هذه الأفعال هي
المرادة بقوله "وغيره" بالرفع في الترجمة.
قوله: (حدثنا سعيد) هو ابن أبي عروبة كذا
لهم إلا الأصيلي فقال "شعبة".
قوله: ( أن النبي) وفي رواية الأصيلي
وكريمة "أن نبي الله ﷺ"
وقد تقدم الكلام على هذا الحديث في باب "إذا جامع ثم عاد" وإيراده له في
هذا الباب يقوي رواية "وغيره" بالجر؛ لأن حجر أزواج النبي ﷺ كانت متقاربة فهو
محتاج في الدخول في هذه إلى هذه إلى المشي وعلى هذا فناسبه إيراد أثر عطاء من جهة
الاشتراك في جواز تشاغل الجنب بغير غسل وقد خالف عطاء غيره كما رواه ابن أبي شيبة
عن الحسن البصري وغيره فقالوا: يستحب له الوضوء وحديث أنس يقوي اختيار عطاء؛ لأنه
لم يذكر فيه أنه توضأ فكأن المصنف أورده ليستدل له لا ليستدل به.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
