شرح حديث/ يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها

شرح حديث/ يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث

باب بيان كثرة طرق الخير

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح – حديث – يا – نساء – المسلمات – لا – تحقرن – جارة - لجارتها

شرح حديث/ يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها


أحاديث رياض الصالحين: باب بيان كثرة طرق الخير.

١٢٥ - عَنْ أبي هريرة -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- عن النَبِيِّ قَالَ: «منْ غدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعدَّ اللَّهُ لَهُ في الجنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدا أوْ رَاحَ» متفقٌ عَلَيهِ.

«النُزُل»: القوت والرزق وما يهيأ للضيف.
١٢٦ - عَنْ أبي هريرة -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه : «يَا نِسَاء المُسْلِماتِ لاَ تَحْقِرنَّ جارَةٌ لِجارتِهَا ولَوْ فِرْسِنَ شاةٍ» متفقٌ عَلَيهِ.

قال الجوهري: الفرسن من البعير: كالحافر من الدابة، قال: ربما استعير في الشاة.

 

الشيخ:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وَصَلَ الله وسلم على رسول الله وعلى آلة وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذان الحديثان كالتي قبلها في بيان كثرة طرق الخير وأن الله جل وعلا وسع في طريق في الخير وندب إليها؛ ليتعاون المسلمون في ذلك وليجتهدوا في أنواع الخير حتى تكثر حسناتهم وتعظم أجورهم، وهذا من فضل الله جل وعلا أن شرع لنا أنواعًا كثيرة من الخير، فمن هذا قوله : «من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح» نزلاً يعني: ضيافة وقرى فضلاً من الله جل وعلا، فهذا يدل على أن الذهاب إلى المساجد صباح ومساء لصلاة الجماعة من أسباب الفوز بالجنة والنجاة من النار ومن أسباب وجود نزلًا والضيافة الكريمة لأهل الصلاة، وهم ضيوف الله وفي كرامته وفي نعمته؛ فالصلاة هي عمود الإسلام وهي أعظم الفرائض وأهمها بعد الشهادتين؛ فالمحافظون عليها مشهود لهم بالخير والجنة؛ ولهذا يقول : «جعلت قرة عيني في الصلاة»، ويقول في الصلاة: «من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة» والحديث الصحيح: «أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر» فالصلاة عمود الإسلام وأعظم أركانه بعد الشهادتين وأعظم الأعمال أجرًا بعد التوحيد.

 

فينبغي للمؤمن الحرص على إكمالها وإتقانها وأدائها في المساجد في جميع الأوقات عملاً بقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨]، قوله جل وعلا: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ١-٢] إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: ٩-١١]، الفردوس أعلا الجنة وأوسطها فمن أعظم طرق الخير العناية بالصلاة في المساجد فجر ظهر عصر مغرب عشاء جميع الأوقات.

ويقول : «يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة» متفق عليه، حث للجيران على التعاون وتبادل الهدايا بين الجيران بين النساء والرجال.


وفي الحديث الآخر يقول : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره فليكرم جاره» فلا يؤذي جاره فالجيران مشروع لهم التعاون وإكرام الجار كل واحد يكرم جاره ويهدي إليه ما يناسبه في حديث أبي ذر: «لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» كما تقدم، ويقول : «إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك» يعني: إذا كانوا محاويج فهكذا النساء المتجاورات يتهادين يتزاورن؛ لأجل صفاء القلوب والتعاون على الخير. وفق الله الجميع.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 1
  • Unknown2‏/12‏/2019، 1:01 م

    بارك الله فيكم وجزاكم كل خير

    إضافة ردحذف التعليق

    » ردود هذا التعليق