Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

باب تغليظ تحريم الربا

 كتاب الأمور المنهي عنها: باب تغليظ تحريم الربا

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

باب – تغليظ – تحريم - الربا

باب تغليظ تحريم الربا


أحاديث رياض الصالحين: باب تأكيد تحريم مال اليتيم.

قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: ١٠]، وقال تَعَالَى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: ١٥٢]، وقال تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة: ٢٢٠].

 

١٦٢٢ - وعن أبي هُريْرة -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- عَن النَّبيِّ قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه، ومَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْك بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالحقِّ، وَأكْلُ الرِّبَا، وَأكْلُ مَالِ اليتيمِ، والتَّولِّي يوْمَ الزَّحْفِ، وقذفُ المُحْصنَاتِ المُؤمِنَات الغافِلاتِ» متفقٌ عَلَيْهِ.

 

أحاديث رياض الصالحين: باب تغليظ تحريم الربا

قَالَ اللهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} إِلَى قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} [البقرة: ٢٧٥-٢٧٨].

 

وأما الأحاديث فكثيرة في الصحيح، مشهورة، مِنْهَا حديث أَبي هريرة السابق في الباب قبله.

١٦٢٣ - وَعَن ابنِ مَسْعودٍ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: «لَعَنَ رسُولُ اللَّهِ آكِلَ الرِّبا ومُوكِلَه» رواهُ مسلم. زاد الترمذي وغيره: «وَشَاهديه، وَكَاتبَهُ».


الشيخ:

الحمد لله، وصلَّ الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذه الأحاديث والآيات في تحريم مال اليتيم، وتحريم الربا، فمال اليتيم محترم، وهكذا أموال المعصومين محترمة، لكن لما كان اليتيم ضعيفًا لا يستطيع أن يدافع عن نفسه صار تحريم التعدي عليه أكثر وأشد، وإلا فكلّ مالٍ محترمٍ يجب الحذر من العدوان عليه، قال النبيُّ : «كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه»، وقال جل وعلا: {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} [الفرقان: ١٩]، الظلم مُحرَّمٌ مطلقًا: مع الكبير والصغير، واليتيم وغير اليتيم، ولكن مال اليتيم أشد؛ لضعفه وعدم استطاعته المدافعة، وهكذا مال المعتوه والمجنون؛ لأنهم ليس عندهم من العقول ما يُدافعون به عن أنفسهم؛ لضعفهم: إما لقلة عقله كالمجنون والمعتوه، أو لضعفه وقصور عقله كاليتيم، فالتَّحريم أشد في حقِّه.


ولهذا يقول جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: ١٠]، ويقول جل وعلا: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} [الأنعام: ١٥٢]، ويقول سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: ٢٢٠]، فلا بأس من المخالطة، يأكل هو وإياه، ولكن مع حفظ ماله، والعناية بماله، وإذا أخذ من ماله بقدر طعامه وشرابه وكسوته فهذا لا بأس به.

وهكذا الولي: له أن يأكل بالمعروف إذا كان فقيرًا، كما قال جل وعلا: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: ٦] في مقابل تعبه وعمله.

 

والربا كذلك من أقبح السيئات، ومن أقبح المحارم، كما قال جل وعلا: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: ٢٧٥-٢٧٦]، ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: ٢٧٨-٢٧٩]، فهو من أقبح السيئات، ومن أقبح الكبائر.

 

ولهذا يقول في الحديث الصحيح المذكور: «اجتنبوا السَّبع الموبقات» يعني: «المُهْلِكَات»، قيل: وما هنَّ يا رسول الله؟ قال: «الشرك بالله»، هذا أكبرها وأعظمها.

ثم السحر؛ لأنه من الشرك وعبادة غير الله، فالسحر يُتوصَّل إليه بعبادة الشياطين والجن.

وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، هذا أيضًا من أكبر الكبائر.

وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، فهما كبيرتان عظيمتان.

والتَّولي يوم الزحف حين مُصافَّة الكفار ينحرف وينصرف ويتولَّى ويترك إخوانه، هذا من أكبر الكبائر.

وقذف المحصنات الغافلات يعني: قذف المحصنة بالزنى، وهكذا المحصن الرجل، لكن لما كان الغالبُ أن هذا يقع مع النساء عُبِّر بالمحصنات، وإلا فالرجل كذلك لا يجوز قذفه، وفي قذفه الحدّ، إلا أن يأتي القاذفُ بأربعة شهود عدول.

 

وجاء عن النبي في الحديث الصحيح: "لعن الرسولُ آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه" وقال: «هم سواء».

فيجب على المؤمن أن يحذر ما حرَّم الله عليه من سائر المعاصي، وبالأخص ظُلم اليتامى، وأكل الربا، فهاتان كبيرتان عظيمتان قد يتساهل فيهما الكثيرُ من الناس، اليتيم لضعفه وعدم مُدافعته، والربا لكثرة العاملين به، وطمع الناس في المال، فقد يُقْدِمون على الربا لطمع المال، وحب المال، وعدم المبالاة بالوعيد -نسأل الله العافية- فالواجب الحذر.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

باب تغليظ تحريم الربا Reviewed by احمد خليل on 2:25:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.