شرح حديث / يا حنظلة ساعة وساعة
باب
الاقتصاد في الطاعة
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح
حديث / يا حنظلة ساعة وساعة
أحاديث
رياض الصالحين: باب الاقتصاد في الطاعة
وعن
أَبِي ربْعِيٍّ حنْظَلهَ بنِ الرَّبيع الأُسيدِيِّ الْكَاتِب أَحدِ كُتَّابِ
رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: لَقينَي أَبُو بَكْر
-رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حنْظلَةُ؟ قُلْتُ: نَافَقَ
حنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحانَ اللَّه مَا تقُولُ؟ قُلْتُ: نَكُونُ عِنْد رَسُول
اللَّه ﷺ يُذكِّرُنَا بالْجنَّةِ والنَّارِ
كأَنَّا رأْيَ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرجنَا مِنْ عِنْدِ رسولِ اللَّهِ ﷺ عافَسنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعاتِ
نَسينَا كَثِيرًا قَالَ أَبُو بكْر -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ-: فَواللَّهِ إِنَّا
لنَلْقَى مِثْلَ هَذَا فانْطلقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْر حَتَّى دخَلْنَا عَلي
رَسُولِ اللَّه ﷺ. فقُلْتُ: نافَقَ حنْظَلهُ
يَا رَسُول اللَّه، فقالَ رسولُ اللَّه ﷺ: «ومَا ذَاكَ؟» قُلْتُ: يَا رسولَ اللَّه نُكونُ
عِنْدكَ تُذَكِّرُنَا بالنَّارِ والْجنَةِ كَأَنَّا رأْيَ العَيْنِ فَإِذَا
خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسنَا الأَزوَاج والأوْلاَدَ والضَّيْعاتِ نَسِينَا
كَثِيرًا. فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ أن لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا
تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْر لصَافَحتْكُمُ الملائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُم
وَفي طُرُقِكُم، وَلَكِنْ يَا حنْظَلَةُ سَاعَةً وسَاعَةً ثَلاثَ مرَّاتٍ»
رواه مسلم.
قوله:
(ربعي) بكسر الراء. (والأسيدي) بضم الهمزة وفتح السين وبعدها ياء مكسورة مشددة
وقوله: (عافسنا) هو بالعين والسين المهملتين، أي: عالجنا ولا عبنا. (والضيعات):
المعايش.
الشيخ:
بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما
بعد:
وفي
حديث حنظلة لما قال: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا الجنة والنار كأنا رأي عين،
يعني: فترق القلوب وتشتاق النفوس إلى الجنة، فإذا قمنا من عندك عافسنا الأولاد
والأهل والضيعات –الضيعات المزارع– ونسينا كثيرًا؛ فقال له ﷺ: «لو دمتم على ما
تكون عندي لصافحتكم الملائكة في طرقكم وعلى فرشكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة»
يعني: ساعة للدنيا وحاجاتها ولجسدك وحاجاته، وساعة للآخرة.
فلا
ينبغي للمؤمن أن يجعل كل ساعاته للآخرة يضيع الدنيا ويضيع أهله وأولاده لا، بل
للآخرة ساعات بعد أداء الفرائض لها ساعات يتطوع فيها، وللدنيا ساعات من حق الأهل
من حق الأولاد؛ في التجارة في الزراعة يطلب الرزق، هكذا ينبغي للمؤمن أن يقسم وقته
ويراعي حق الأهل حق الأولاد حق الجيران حق النفس طلب الرزق، لا يكون مفرطًا في شيء
من ذلك. وفق الله الجميع.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: