باب من رفع صوته بالعلم
فتح الباري لابن حجر شرح صحيح البخاري
باب
من رفع صوته بالعلم
فتح
الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ العِلْمِ بَابُ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالعِلْمِ
حَدَّثَنَا
أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ،
عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،
قَالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ ﷺ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا
-وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ- وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ
عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «وَيْلٌ
لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا.
الشرح:
قوله: (باب من رفع صوته بالعلم. حدثنا
أبو النعمان) زاد الكشميهني في رواية كريمة عنه: عارم بن الفضل، وعارم لقب، واسمه
محمد كما تقدم في المقدمة.
قوله: (ماهك) بفتح الهاء وحكي كسرها وهو
غير منصرف عند الأكثرين للعلمية والعجمة، ورواه الأصيلي منصرفا فكأنه لحظ فيه
الوصف. واستدل المصنف على جواز رفع الصوت بالعلم بقوله: (فنادى بأعلى صوته) وإنما
يتم الاستدلال بذلك حيث تدعو الحاجة إليه لبعد أو كثرة جمع أو غير ذلك، ويلحق بذلك
ما إذا كان في موعظة كما ثبت ذلك في حديث جابر " كان النبي ﷺ إذا خطب وذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته. . .
الحديث" أخرجه مسلم. ولأحمد من حديث النعمان في معناه وزاد "حتى لو أن
رجلا بالسوق لسمعه" واستدل به أيضا على مشروعية إعادة الحديث ليفهم، وسيأتي
الكلام على مباحث المتن في كتاب الوضوء إن شاء الله تعالى.
قال ابن رشيد: في هذا التبويب رمز من المصنف إلى أنه يريد أن يبلغ الغاية في تدوين هذا الكتاب بأن يستفرغ وسعه في حسن ترتيبه، وكذلك فعل رحمه الله تعالى.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: