باب النهي عن المن بالعطية ونحوها
كتاب الأمور المنهي عنها باب النهي عن المن بالعطية ونحوها
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
باب النهي عن المن بالعطية
ونحوها
أحاديث رياض الصالحين: باب النَّهي عن
المَنِّ بالعطية ونحوها
قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ
بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} [البقرة: ٢٦٤]، وقال
تَعَالَى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى}
[البقرة: ٢٦٢].
١٥٩٦ - وعنْ أَبي ذَرٍّ -رَضِّيَّ اللهُ
عَنْهُ- عنِ النبيِّ ﷺ قَالَ: «ثَلاثةٌ لا يُكلِّمُهُم اللَّه يوْمَ القيامةِ، وَلا
يَنْظُرُ إلَيْهِمْ، وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلهُمْ عذابٌ اليمٌ»، قَالَ:
فَقرأها رسولُ اللَّه ﷺ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.
قَالَ أَبُو ذرٍّ: خَابُوا وخَسِروا، مَنْ هُمْ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ: «المُسْبِلُ، والمَنَّانُ، والمُنَفِّقُ سلعتَهُ بالحَلِفِ
الكَاذبِ» رواه مسلم.
وفي روايةٍ لَهُ: «المُسْبِلُ إزارهُ»
يَعْني: المُسْبِلُ إزَارهُ وثَوْبَهُ أسفَلَ مِن الكَعْبَيْنِ للخُيَلاءِ.
الشرح:
قال
المؤلف رحمه الله تعالى: باب تحريم المن بالعطاء والصدقة ونحوها.
وذلك
أن الإنسان إذا أعطى أحدا من الناس عطاء، إن كان صدقة فقد أعطاها لله عز وجل، وإن
كان إحسانا فالإحسان مطلوب، فإذا كان كذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يمن بالعطية،
فيقول: أنا أعطيتك كذا أنا أعطيتك كذا سواء قاله في مواجهته أو في غير مواجهته،
مثل أن يقول بين الناس: أعطيت فلانا كذا، وأعطيت فلانا كذا ليمن بذلك عليه.
ثم
استدل المؤلف لذلك بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}
[البقرة: ٢٦٤] فدل هذا على أن الإنسان إذا منْ فإن الصدقة تبطل، ولا ثواب له فيها
وهو من كبائر الذنوب.
وقال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا
يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ
وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: ٢٦٢].
ثم ذكر حديث أبي ذر رضي الله
عنه، أن النبي ﷺ قال: «ثلاثة لا
يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم المسبل،
والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب».
المسبل، يعني: الذي يجر
إزاره أو قميصه أو مشلحته خيلاء وتبخترا، فهذا له هذا العقاب الشديد، لا يكلمه
الله يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب اليم.
والمنان: المنان بما أعطى
إذا أعطى أحدا شيئا صار يمن به.
والمنفق لسلعته بالحلف
الكاذب، يعني: الذي يحلف على السلعة حلفا كاذبا لأجل أن تزيد قيمتها، هذا أيضا من
الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب اليم. والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: