Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

باب فضل الصلوات

 كتاب الفضائل: باب فضل الصلوات

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

باب – فضل - الصلوات

باب فضل الصلوات


أحاديث رياض الصالحين: باب فضل الصلوات.

قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥].

١٠٤٩ - وَعنْ أَبي هُرَيْرةٍ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَال: سمِعْتُ رسُول اللَّهِ  يَقُولُ: «أَرأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِباب أَحَدِكم يغْتَسِلُ مِنْه كُلَّ يَوْمٍ خَمْس مرَّاتٍ، هلْ يبْقى مِنْ دَرَنِهِ شَيءٌ؟» قالُوا: لا يبْقَى مِنْ درنِهِ شَيْء، قَال: «فذلكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يمْحُو اللَّه بهِنَّ الخطَايا» متفقٌ عَلَيْهِ.

١٠٥٠ - وعنْ جَابِرٍ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ : «مثَلُ الصَّلواتِ الخَمْسِ كمثَلِ نهْرٍ جارٍ غمْرٍ عَلي بَابِ أَحَدِكُم يغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خمْسَ مرَّاتٍ» رواه مسلم.

«الغمْرٍ» بفتح الغين المعجمة: الكثير.

١٠٥١ - وعَنِ أبْنِ مَسْعُودٍ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رجُلًا أَصاب مِنِ امْرأَةٍ قُبْلَةً، فأَتَى النَّبِيَّ  فَأَخبرهُ فأَنزَل اللَّه تَعَالَى: {وأَقِم الصَّلاةَ طَرفي النَّهَار وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسنَاتِ يُذهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: ١١٤] فَقَالَ الرَّجُلُ: أَلِيَ هَذَا؟ قَالَ: «لجمِيع أُمَّتي كُلِّهِمْ» متفقٌ عليه.

 

الشيخ:

الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذه الأحاديث الثلاثة تدل على فضل الصلوات الخمس، وأن الله جل وعلا، يمحو بهن الخطايا ويكفر بهن السيئات لمن حافظ عليهن، وقد شبه النبي قيام العبد بالصلوات الخمس كما شبه بنهر غمر يغتسل منه كل يوم خمس مرات قال: فإن ذلك لا يبقي من درنه -من وسخه- شيء، فهكذا الصلوات الخمس في حق من حافظ عليها يمحو الله بهن الخطايا والسيئات.

 

والله يقول جل وعلا: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥]، ويقول سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: ٩-١١] ذكر صفاتًا بدأها بالصلاة وختمها بالصلاة، فالصلوات الخمس هي عمود الإسلام وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين، من حافظ عليها حفظ دينه، ومن أضاعها فقد أضاع دينه ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهي عمود الإسلام، ومن رحمة الله أن جعل المحافظة عليها والعناية بها من أسباب تكفير السيئات وحط الخطايا لمن لم يصر على كبيرة.

 

ولهذا في الحديث الآخر يقول : «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر» إذا اجتنب الكبائر، وفي هذا أن الرجل أتى من امرأة قبلة حرامًا فجاء تائبًا نادمًا إلى النبي فأنزل الله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: ١١٤] فقال الرجل: يا رسول الله الي هذا خاصة؟ قال: بل لأمتي عامة. كل من تاب بعد الذنب تاب الله عليه وجعل الصلوات كفارة له، والمهم أن يبادر بالتوبة والإقلاع عن الذنب، والله يتوب على التائبين كما قال سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: ٣١]، وقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: ٨] أعظم الذنوب الشرك، فإذا تاب الإنسان وأسلم محا الله عنه الشرك، وهكذا المعاصي كل من تاب منها توبة صادقة محاها الله عليه.

 

والتوبة الصادقة تشتمل على أمور ثلاثة: الندم على الماضي، والإقلاع من الذنب وتركه، والعزم الا يعود فيه، هكذا التوبة ندم على الماضي، حزن على ما مضى منه وإقلاع منه وترك له، وحذر منه خوفًا من الله وتعظيمًا له، وعزم صادق الا يعود فيه، وإذا كان يتعلق بالمخلوق -في حق المخلوق- فلا بدّ من شرط رابع، وهو: أن يعطي المخلوق حقه أو يتحلله، كظلمه في نفسه أو في ماله أو في عرضه، لا تتم التوبة إلا بالتحلل أو بإعطائه حقه إلا في العرض إذا لم يتيسر له، تحلله، يدعو له ويذكره بالخير الذي يعلمه منه في المجالس التي اغتابه فيها حتى تكون هذه بهذه. وفق الله الجميع. 


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

باب فضل الصلوات Reviewed by احمد خليل on 8:59:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.