شرح حديث / الدعاء هو العبادة
كتاب الدعوات:
باب فضل الدعاء
شرح العلامة
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح حديث / الدعاء هو العبادة
١٤٧٣
- وَعن النُّعْمانِ بْنِ بشيرٍ -رضِي اللَّه عنْهُما- عَنِ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: «الدُّعاءُ هوَ العِبَادةُ». رواه أَبُو داود
والترمذي وقالا: حديث حسن صحيح.
الشرح:
عندما
ذكر المؤلف -رحمه الله- الآيات الدالة على فضل الدعاء والأمر به، ذكر الأحاديث
وذلك أن الأدلة هي الكتاب والسنة وإجماع المسلمين والقياس الصحيح هذه هي الأدلة
الأربعة التي بنى المسلمون عليها أحكام شريعة الله -عز وجل- الكتاب، والسنة،
والإجماع، والقياس الصحيح.
وكلها
تدور على القرآن الكريم هو الأصل فلولا أن الله -سبحانه وتعالى- جعل طاعة رسوله ﷺ من طاعته وأمر باتباع
رسوله ﷺ
ما كانت السنة دليلا، ولولا أن الله جعل إجماع هذه الأمة على حق ولا يمكن أن تجتمع
على ضلالة ما كان الإجماع دليلا، ولولا أن الاعتبار والنظر وإلحاق النظير بالنظير
من أدلة الشرع دل عليه القرآن ما كان القياس أيضا دليلا.
ولكن
كل هذا قد دل عليه القرآن بأنه دليل تثبت به الأحكام الشرعية فذكر المؤلف -رحمه
الله- آيات من كتاب الله -عز وجل- في فضل الدعاء والأمر به ثم ذكر الأحاديث ومنها:
حديث النعمان بن بشير أن النبي ﷺ قال: «الدعاء هو العبادة» يعني: الدعاء من العبادة ويشهد لهذا قول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:٦٠]، لم يقل يستكبرون عن دعائي،
قال: {عَنْ عِبَادَتِي} فدل هذا على أن الدعاء هو العبادة ووجه ذلك من النظر أن الإنسان
إذا دعا ربه فقد اعترف لله -عز وجل- بالكمال وإجابة الدعاء وأنه على كل شيء قدير.
وأن العطاء أحب إليه من المنع ثم إنه لم يلجأ إلى غيره، لم يدع غير
الله لا ملكا، ولا نبيا، ولا وليا، ولا قريبا، ولا بعيدا، وهذا هو حقيقة العبادة
وبذلك تعرف أنك إذا دعوت الله أثبت على هذا الدعاء سواء استجيب لك أم لا لأنك
تعبدت لله -عز وجل- وعبدت الله فإذا قلت: يا رب اغفر لي يا رب ارحمني يا رب ارزقني
يا رب اهدني فهذه عبادة تقربك إلى الله -عز وجل- ويكتب الله لك بها ثوابا عنده يوم
القيامة، والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / الدعاء هو العبادة
Reviewed by احمد خليل
on
5:48:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: