شرح حديث / اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
كتاب الدعوات: باب فضل الدعاء
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح حديث / اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل
أحاديث
رياض الصالحين: باب فضل الدعاء
١٤٨٧
- وَعَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَم -رضَي اللَّه عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ يقَولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ،
والبُخْلِ وَالهَرم، وعَذَاب الْقَبْر، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا،
وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ ولِيُّهَا وَموْلاَهَا،
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلمٍ لا يَنْفَعُ، ومِنْ قَلْبٍ لاَ يخْشَعُ،
وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشبَعُ، ومِنْ دَعْوةٍ لا يُسْتجابُ لهَا» رواهُ
مُسْلِمٌ.
١٤٨٨
- وَعنِ ابنِ عبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وعلَيْكَ
تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ، وإِلَيْكَ حَاكَمْتُ.
فاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْررْتُ ومَا أَعلَنْتُ،
أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ».
زادَ بعْضُ الرُّوَاةِ: «وَلاَ حَولَ وَلاَ قوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» متفَقُ
عليهِ.
١٤٨٩
- وَعَن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّه عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَدعو بهؤُلاءِ
الكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ إِني أَعوذُ بِكَ مِن
فِتنةِ النَّارِ، وعَذَابِ النَّارِ، وَمِن شَرِّ الغِنَى وَالفَقْر». رَوَاهُ أَبو داوَد، والترمذيُّ وقال: حديث
حسن صحيح، وهذا لفظُ أَبي داود.
الشيخ:
الحمد
لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما
بعد:
فهذه
الدعوات التي دعا بها النبي ﷺ
وهكذا غيرها مما سبق كلها تدل على فضل الدعاء والاستكثار منه، والعبد في أشد
الحاجة إلى الضراعة إلى ربه والانكسار بين يديه وإظهار فاقته له سبحانه وتعالى،
وهو الغني الحميد، وهو الجواد الكريم يحب أن يسأل ويحب أن يعطي ويجود سبحانه
وتعالى، ولهذا يقول سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
[البقرة: ١٨٦]،
وقال سبحانه: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}
[النساء: ٣٢]،
وقال سبحانه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
[غافر: ٦٠]،
{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: ٦٢].
فالمؤمن يدعو ربه ويضرع إليه في جميع الأوقات
ولاسيما عند الشدة وعند الحاجة وفي الأوقات المناسبة مثل آخر الليل، وجوف الليل
ومثل وقت السجود، وآخر الصلاة قبل أن يسلم وآخر نهار الجمعة حين ينتظر صلاة
المغرب، كل هذه أوقات ترجى فيها الإجابة فينبغي للمؤمن أن يدعو بها، ومن ذلك
الدعوات النبوية: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ
بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، ومن العجز، ومن عذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها» دعوات عظيمة «اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها
ومولاها».
قال
تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: ٩]، أفلح من زكى نفسه
بطاعة الله وأفلح من زكاه الله ووفقه اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت،
وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما
أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا الله، ولا حول ولا
قوة إلا بك كل هذا من دعواته ﷺ
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، ومن الهرم ومن عذاب القبر، واللهم إني أعوذ بك
من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها، تقدم
اللهم إني أسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم إني أسالك الهدى والسداد
فالمؤمن يعمر أوقاته بالذكر والدعاء، ويختار من ذلك الأوقات المناسبة أيضًا التي
يرجى فيها الإجابة، يفعل هذا وهذا، يكثر من الدعاء كل وقت ويتحرى أوقات الإجابة.
أيضا وقت السجود، وكذلك في آخر الصلاة قبل أن يسلم، كذلك في جوف الليل في آخر الليل في الثلث الأخير، يوم الجمعة حينما يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة، وبعد العصر إلى أن تغيب الشمس يجلس ينتظر المغرب، هذه أوقات عظيمة، ثم يختار جوامع الدعاء، وإذا كان له حاجة خاصة دعا بها اللهم يسر لي زوجة صالحة، اللهم أصلح زوجتي إن كان بينه وبينها شقاق اللهم أصلح زوجتي، اللهم اهدها لأحسن الأخلاق، اللهم أصلح ذريتي، اللهم ارزقني الذرية الطيبة، اللهم اقض ديني إذا كان له دعوات خاصة حاجات خاصة يسأل ربه كل شيء حتى شسع النعل إذا انقطع يسأل الله أن ييسر له النعل الصالحة والخف الصالح، الإنسان لا يستحي، يسأل ربه كل شيء يحتاجه قليل أو كثير، نسأل الله أن يوفق الجميع.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: