شرح حديث / اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا
كتاب الدعوات:
باب فضل الدعاء
الدرر السنية
شرح حديث / اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا
أحاديث
رياض الصالحين: باب فضل الدعاء
١٤٨٣
- وَعن أَبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّه عَنْه- أَنَّه قَالَ لِرَسولِ
اللَّه ﷺ:
عَلِّمني دُعَاءً أَدعُو بِهِ في صَلاتي، قَالَ: «قُلْ:
اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كثِيراً، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ
إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِر لي مغْفِرَةً مِن عِنْدِكَ، وَارحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ
الْغَفور الرَّحِيم» متَّفَقٌ عليهِ.
وفي رِوايةٍ: «وَفي
بيْتي» وَرُوِي: «ظُلْماً كَثِيراً» وروِيَ:
«كَبِيراً» بِالثاءِ المثلثة وبِالباءِ
الموحدة، فَيَنْبغِي أَن يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَيُقَالُ: كَثيراً كَبيراً.
الشرح:
لا
يخلو إنسان عن تقصير في حقّ الله -عزّ وجلّ- وتلبّس ببعض الذّنوب، وفي هذا الحديث
دعاء من جوامع كلمه ﷺ
علّمه أبا بكر الصّدّيق -رضي الله عنه- لمّا سأله عن دعاء يعلّمه إيّاه يدعو به في
صلاته، والظاهر أنّه يريد عقب التشهّد الأخير، والصّلاة على النبيّ ﷺ، فقال له ﷺ: «قل: اللّهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلما كثيرا»، وذلك
بارتكاب المعاصي، والتّقصير في حقّ الله تعالى، «ولا
يغفر الذّنوب إلّا أنت»، وفي هذا إقرار بالذنب، وأنّه من صنع المرء نفسه،
وقد أقرّ واعترف بأنّه لا يغفر الذّنوب إلّا الله؛ لكمال ملكه؛ «فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنّك أنت الغفور الرّحيم»،
وهو مثل قوله تعالى: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: ١٣٥]، ففيه الإقرار بوحدانيّة الباري -سبحانه
وتعالى- واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار.
وهذا
الدّعاء من الجوامع؛ إذ فيه اعتراف بغاية التّقصير -وهو كون العبد ظالما لنفسه
ظلما كثيرا-، وطلب غاية الإنعام الّتي هي المغفرة والرّحمة؛ إذ المغفرة ستر
الذّنوب ومحوها، والرّحمة إيصال الخيرات، فالأوّل عبارة عن الزّحزحة عن النّار،
والثّاني إدخال الجنّة، وهذا هو الفوز العظيم.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: