شرح حديث / حجبت النار بالشهوات

شرح حديث / حجبت النار بالشهوات
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث
باب المجاهدة
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح - حديث - حجبت - النار - بالشهوات
شرح حديث / حجبت النار بالشهوات

أحاديث رياض الصالحين: باب المجاهدة
١٠٣ - عَنْ أبي هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُول اللَّه قَالَ: «حُجِبتِ النَّارُ بِالشَّهَواتِ، وحُجِبتْ الْجَنَّةُ بَالمكَارِهِ» متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم: «حفت» بدل «حجبت» وهو بمعناه، أي: بينه وبينها هذا الحجاب: فإذا فعله دخلها.
الشرح
ثبت هذا عن النبي أنه قال: حجبت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره، وهكذا جاءت حفت وحجبت، معناها: أن الشهوات باب إلى النار، من ترك الشهوات المحرمة: كالخمر والزنا والعقوق وأشباه ذلك سلم من النار فهو حجاب، ومن أتى المكاره؛ «حجبت الجنة بالمكاره» بحيث جعلت حجاب للجنة، فإذا جاهد نفسه المؤمن وألزمها بالحق وأكرهها على طاعة الله ورسوله؛ دخل الجنة صار هذا حجاب، فإذا هتكه وجاهد نفسه حتى يطيع الله ورسوله دخل الجنة، وإذا اقترف الشهوات دخل النار، فهو حجاب وفي الشهوات يعني: المحرمة.
أما المباحة فالله أباح له الطيبات يأكل ويشرب ما أباح الله له، يلبس ما أباح الله له هذا لا بأس به، لكن المراد بالشهوات هنا المحرمة: كالزنا والسرقة وظلم الناس وأشباه ذلك مما حرم الله من الشهوات المحرمة، فهذا إذا اقترفها دخل النار، وإذا اجتنبها وحذرها صارت حجابًا عن النار، «وحفت الجنة بالمكاره» النفس قد تكره إلزامها بالحق: كأداء الصلوات الخمس في الجماعة، والصوم صوم رمضان، ولا سيما في الصيف، والحج مع الاستطاعة، بر الوالدين، صلة الرحم والبعد عن جلساء السوء، قد النفس تكره هذا، لكن إذا جاهدها المؤمن حتى تؤدي الحق دخل الجنة.
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0