شرح حديث / كيف نصلي عليك

شرح حديث / كيف نصلي عليك
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث
كتاب الأمر بالصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - حديث - كيف - نصلي - عليك
شرح حديث / كيف نصلي عليك

أحاديث رياض الصالحين: باب الأمر بالصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم
١٤١٣ - وعن أَبي محمدٍ كَعب بن عُجرَةَ - رضي اللَّه عنْهُ - قَالَ: خَرج علَيْنَا النبيُّ فقُلْنا: يَا رَسُولَ اللَّه، قَدْ علِمْنَا كَيْف نُسلِّمُ عليكَ فَكَيْفَ نُصَلِّي علَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: «اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ، وَعَلي آلِ مُحمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ عَلي آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حمِيدٌ مجيدٌ. اللهُمَّ بارِكْ عَلي مُحَمَّد، وَعَلي آلِ مُحَمَّد، كَما بَاركْتَ عَلَى آلِ إبْراهِيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ» متفقٌ عليهِ.
١٤١٤ - وعنْ أَبي مسْعُود الْبدْريِّ - رضي اللَّه عنْهُ - قالَ: أَتاناَ رسُولُ اللَّهِ ، وَنَحْنُ في مَجْلِس سَعدِ بنِ عُبَادَةَ - رضي اللَّه عنهُ - فقالَ لهُ بَشِيرُ بْنُ سعدٍ: أمرَنَا اللَّه أنْ نُصلِّي علَيْكَ يَا رسولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ نُصَّلي علَيْكَ؟ فَسكَتَ رسولُ اللَّه ، حَتَّى تَمنَّيْنَا أنَّه لمْ يَسْأَلْهُ، ثمَّ قَالَ رسولُ اللَّه : قولُوا: «اللَّهمَّ صلِّ عَلي مُحَمَّدٍ، وَعَلي آلِ مُحمَّدٍ، كَمَا صليْتَ عَلَى آلِ إبْراهِيم، وَبارِكْ عَلي مُحَمَّد، وعَلي آلِ مُحمَّد، كَمَا بَاركْتَ عَلي آلِ إبْراهِيم، إنكَ حمِيدٌ مجِيدٌ، وَالسَّلاَمُ كَمَا قَدْ عَلِمتم» رواهُ مسلمٌ.
١٤١٥ - وعَنْ أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِديِّ - رضي اللَّه عنهُ - قالَ: قَالُوا يَا رسولَ اللَّه: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ: قولُوا: «اللَّهُمَّ صلِّ عَلَى مُحمِّدٍ، وعَلي أزْواجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إبْراهِيمَ، وباركْ عَلي مُحَمَّدٍ، وعَلي أَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بارَكتَ عَلَى آلِ إبْراهِيم، إنَّكَ حمِيدٌ مجِيدٌ» متفقٌ عليهِ.

الشرح
هذه أحاديث ثلاثة في بيان كيفية الصلاة على النبي حديث كعب بن عجرة - رضي الله عنه - في كيفية الصلاة، أنهم سألوا النبي كيف يصلون عليه لأنه علمهم كيف يصلون عليه لأنه علمهم كيف يسلمون والذي علمهم إياه هو قوله: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، أما الصلاة فعلمهم وقال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وقد سبق أن معنى صلاة الله على العبد هو ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، والمراد بآل محمد هنا كل أتباعه على دينه فإن آل الإنسان قد يراد بهم أتباعه على دينه، وقد يراد بهم قرابته لكن في مقام الدعاء ينبغي أن يراد بهم العموم لأنه أشمل.
فالمراد بقوله: وعلى آل محمد، يعني: جميع أتباعه فإن قال قائل: هل تأتي الآل بمعنى الاتباع قلنا: نعم، قال الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٦]، قال العلماء: معناه أدخلوا أتباعه أشد العذاب وهو أوله، كما قال تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} [هود: ٩٨].
وقوله: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، الكاف هنا للتعليل وهذا من باب التوسل بأفعال الله السابقة إلى أفعاله اللاحقة، يعني: كما مننت بالصلاة على إبراهيم وآله فامنن بالصلاة على محمد وآله ، فهي من باب التعليل وليست من باب التشبيه وبهذا يزول الإشكال الذي أورده بعض أهل العلم - رحمهم الله - حيث قالوا: كيف تلحق الصلاة على النبي وآله بالصلاة على إبراهيم وآله مع أن محمد أشرف من جميع الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - فالجواب أن الكاف هنا ليست للتشبيه ولكنها للتعليل كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، حميد يعني: محمود، مجيد يعني: ممجد والمجد هو العظمة والسلطان والعزة والقدرة وما إلى ذلك.
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، كذلك أيضا التبريك تقول: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، أي: أنزل فيهم البركة، والبركة هي: الخير الكثير الواسع الثابت، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، هذه هي الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم وعلى آله وسلم.
وهذه هي الصفة الفضلى وإذا اقتصرت على قولك: اللهم صل على محمد، كما فعل العلماء في جميع مؤلفاتهم إذا ذكروا الرسول لم يقولوا هذه الصلاة المطولة لأن هذه هي الكاملة وأما أدنى مجزئ فأن تقول: اللهم صل على محمد.

أما حديث أبي مسعود البدري وهو زيد وأبي حميد الساعدي فهما مقاربان لهذا اللفظ إلا أن في حديث أبي حميد الساعدي ذكر الأزواج والذرية وأزواج النبي يعني: زوجاته والذي مات عنهم تسع زوجات، وكان يقسم لثماني زوجات منهن وأما التاسعة سودة فقد وهبت يومها لعائشة - رضي الله عنها - فكان النبي يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة وبقية الزوجات يقسم لهن النبي بالعدل يقسم بالعدل كما أمر بذلك فالحاصل أن هذه الصفات الثلاث التي ذكر المؤلف - رحمه الله - وساقها في أحاديث ثلاثة متقاربة ولكنها تصف الكمال من صفة الصلاة عليه، فصلوت الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0