كتاب الأمر بالصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم
شرح العلامة الشيخ محمد
بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح
حديث / لا تجعلوا قبري عيدا وصلوا على
أحاديث
رياض الصالحين: باب الأمر بالصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم
١٤٠٩ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةٍ -
رَضِّيَّ اللهِ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَجْعَلُوا
قَبْرِيَّ عِيدًا، وَصِلُوا عَلَّي، فَإِنَّ صَلَاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ
كُنْتُم» رواهُ
أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.
١٤١٠ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةٍ -
رَضِّيَّ اللهِ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍّ
يُسَلِّمُ عِلْي إِلَّا رَدَّ اللهُ عِلْي رُوحِيُّ حَتَّى أَرَدَّ عَلَيْهِ
السَّلَاَمَ» رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ
صحيح.
١٤١١ - وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِّيَّ
اللهِ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ
ذُكِّرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عِلْي» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
١٤١٢
- وَعَنْ فُضَالَةِ بْن عَبِيدٍ- رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ
رَجْلًا يَدْعُو فِي صِلَاتِهِ لَمْ يُمجِّدِ اللهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ
عَلَى النَّبِيِّ ﷺ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
«عُجِّلَ هَذَا» ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ-
أَوْ لِغَيْرِهِ-: «إِذَا
صَلَّى أحَدُكُمْ فَلَيَبْدَأُ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى
النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ يَدْعُو بَعدُ بِمَا شَاءَ»
رواه أبو داود والترمذي وقالا: حديث حسن صحيح.
الشرح
هذه الأحاديث الأربعة: أيضا فيها
الأمر بالصلاة على النبي ﷺ وفضيلة ذلك
فمنها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال: «لا تجعلوا قبري عيدا
وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم».
المعنى: لا تجعلوا
القبر عيدا تكرمونه بالمجيء إليه كل سنة مرة أو مرتين أو ما أشبه ذلك وفيه دليل
على تحريم شد الرحل لزيارة قبر النبي ﷺ وأن
الإنسان إذا أراد الذهاب إلى المدينة لا يقصد أن يسافر من أجل زيارة قبر الرسول،
ولكن يسافر من أجل الصلاة في مسجده لأن الصلاة في مسجده خير من ألف صلاة فيما
سواه، إلا المسجد الحرام.
قال: «وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم» إذا صليت على الرسول ﷺ فإن صلاتك تبلغه حيثما كنت في بر أو بحر أو جو قريبا
كنت أو بعيدا.
وكذلك الحديث الثاني:
«أنه ما من رجل مسلم يسلم على النبي ﷺ إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه
السلام» فإذا سلمت على النبي ﷺ رد
الله عليه روحه فرد عليك السلام، والظاهر أن هذا فيمن كان قريبا منه كأن يقف على
قبره، ويقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، ويحتمل أن يكون عاما
والله على كل شيء قدير.
ثم ذكر المؤلف حديث:
على بن أبي طالب - رضي الله عنه - وحديث فضالة بن عبيد وفيهما أيضا، الحث على
الصلاة على الرسول ﷺ،
ولكن حديث فضالة بن عبيد الظاهر أن المراد بذلك؛ التشهد وأن هذا الرجل تشهد ولم
يثن على الله، ولم يمجده، ولم يصل على النبي، ولكنه دعا مباشرة ومعلوم أن التشهد
فيه أولا الثناء على الله في قوله: التحيات لله والصلوات والطيبات، وفيه أيضا
السلام على النبي ﷺ
والصلاة عليه، ثم الدعاء فيحمل أعني؛ حديث فضالة بن عبيد على هذا، على أن المراد
بذلك الدعاء في الصلاة، وأنه يسبق بالتحيات، ثم بالسلام والصلاة على النبي ﷺ ثم الدعاء والله الموفق.
جائز أن يفرد السلام
أو الصلاة لكن الفضل أن يجمع بينهما.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات
النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
