فضل السماحة في البيع والشراء

فضل السماحة في البيع والشراء
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث
كتاب الجهاد: باب فضل السماحة في البيع والشراء والأخذ والعطاء
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فضل - السماحة - في - البيع - والشراء
فضل السماحة في البيع والشراء

أحاديث رياض الصالحين
باب فضل السماحة في البيع والشراء والأخذ والعطاء وحسن القضاء والتقاضي وإرجاح المكيال والميزان والنهي عن التطفيف
قال الله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: ٢١٥].
وقال تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [سورة هود: ٨٥].
وقال تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة المطففين: ١-٦].

الشيخ
والأحاديث الأخيرة والآيات تدل على وجوب وفاء الكيل والميزان وأن الواجب على أهل الإيمان الوفاء بالكيل والميزان وعدم ظلم الناس، فالله أمر بالوفاء بالكيل والميزان وذم المطففين الذين يبخسون الناس حقوقهم، فالواجب على من يتعاطى البيع والشراء أن يتقي الله، وأن يوفي بيعه إن كان بالكيل بالكيل، إن كان بالوزن بالوزن، إن كان بالعد بالعد، وإن كان بالذراع بالذراع، لا بد يتقي الله في ذلك، لا يخن أخاه المسلم في بيعه وشرائه لا في المبيع ولا في الثمن، يتحرى العدل ويتحرى القسط في بيعه وشرائه بكيل أو وزن أو ذرع أو عد أو غير ذلك.
قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [الإسراء: ٣٥]، وقال تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}[المطففين: ١-٣]، وأخبر عن أمة شعيب أنهم عذبوا بسبب بخسهم للكيل والميزان فالواجب الحذر من ذلك لأنه ظلم وعدوان: {وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير} [الشورى: ٨]، ويقول عليه الصلاة والسلام: «رحم الله امرأ سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى» ولما جاءه رجل يطلبه دينا - عليه الصلاة والسلام - أغلظ له فهم به الصحابة يعني: أن يضربوه، فقال: «دعوه فإن لصاحب الحق مقالا» صاحب الدين له مقال فينبغي الرفق به، وإعانة الذي عليه الحق على الوفاء، ثم قال:  «أعطوه سنا مثل سنه» كان يطلب النبي قعود من الإبل بكرا فقالوا: ما وجدنا إلا سن أعلى، وجدنا رباعي، قال: «أعطوه رباعي أعلى من سنه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء» هذا فيه الرفق بصاحب الحق، قد يتكلم الذي له دين على زيد قد يتكلم يقول: ماطلتني أو أخرت حقي أو ظلمتني، قد يتكلم بأشياء لكن يرفق الذي عليه الدين ويقول: إن شاء الله أبشر بالخير، إن شاء الله أوفيك، يتيسر الأمر، وإن كان معسرا يقول: أنا الآن معسر، سامحني يا أخي، ارفق بي، المقصود يرفق بالكلام سواء معسر أو موسر لا يقابل بالكلام السيئ، ولهذا قال - عليه الصلاة والسلام: - «دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا» وكان قد أغلظ للنبي ومع هذا قابله بالكلام الطيب - عليه الصلاة والسلام – وقال: «أعطوه سنا خيرا من سنه» ففي هذا الجود والكرم، وأن من عليه الدين إذا قضى أكثر قد أحسن أو أطيب يكون قد أحسن.
رحم الله امرأ سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى في جميع شؤونه يرفق، ويقول : «إن خيار الناس أحسنهم قضاء» فإذا كان يطلبك عشرة وأعطيته إحدى عشر أو خمسة عشر فضلا منك من دون مشارطة بينك وبينه لما عند القضاء، قلت له: أحسنت جزاك الله خيرًا أنت أقرضتني وأمهلتني، هذه زيادة في مقابلك معروفك وإحسانك، هذا من شيم الأوفياء والأخيار، الإحسان والزيادة والفضل عند وجود الإحسان من أخيهم.
ويقول : «من سره أن ينفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة أو ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه» وفي الحديث الصحيح: «من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة» يعني: في التنفيس عن المعسرين بإمهالهم وإنظارهم أو الوضع عنهم أو مسامحتهم وإبراءهم هذا من أفضل الأعمال، والله يقول سبحانه: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة:٢٨٠]، إنظاره واجب وإن عفا عنه وتصدق عليه وسامحه هذا أفضل، المقصود أنه ينبغي أن يكون المسلم بأخلاق كريمة في معاملاته للناس، في بيعه وشرائه وقضائه واستقضاءه.
وفق الله الجميع.

الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0