Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث / يكفر السنة الماضية

كتاب الفضائل - باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - حديث - يكفر - السنة - الماضية
شرح حديث / يكفر السنة الماضية
أحاديث رياض الصالحين
باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء

باب فضل الصوم وغيره في العشر الأول من ذي الحجة
١٢٥٧ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني: أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه، وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» رواه البخاري.

باب فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء
١٢٥٨ - عن أبي قتادة - رضي الله عنه – قال: سئل رسول الله : عن صوم يوم عرفة؟ قال: «يكفر السنة الماضية والباقية» رواه مسلم.
١٢٥٩ - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه. متفق عليه.
١٢٦٠ - وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله سئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: «يكفر السنة الماضية» رواه مسلم.
١٢٦١ - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله : «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» رواه مسلم.

باب استحباب صوم ستة أيام من شوال
١٢٦٢ - عن أبي أيوب - رضي الله عنه - أن رسول الله قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» رواه مسلم.

الشرح
هذا الأبواب الثلاثة التي عقدها النووي في كتابه (رياض الصالحين) في بيان أيام يسن صيامها فمنها مما يسن صيامه أيام العشر عشر ذي الحجة الأول فأن النبي قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني: أيام العشر وقوله: «العمل الصالح» يشمل الصلاة، والصدقة، والصيام، والذكر، والتكبير وقراءة القرآن، وبر الوالدين، وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق، وحسن الجوار، وغير ذلك.
كل الأعمال الصالحة.
«ما من أيام في السنة يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر» قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
ففي هذا دليل على فضيلة العمل الصالح في أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة من صيام وغيره وفيه دليل أيضا على أن الجهاد من أفضل الأعمال ولهذا قال الصحابة: (ولا الجهاد في سبيل الله) وفيه دليل على فضيلة هذه الحال النادرة أن يخرج الإنسان مجاهدا في سبيل الله بنفسه وماله، وماله يعني: سلاحه ومركوبه ثم يقتل ويؤخذ سلاحه، ومركوبه يأخذه العدو فهذا فقد نفسه وماله في سبيل الله فهو من أفضل المجاهدين فهذا أفضل من العمل الصالح في أيام العشر وإذا وقع هذا العمل في أيام العشر تضاعف فضله.
ومن الأيام التي يسن صيامها يوم عرفة واليوم العاشر من شهر المحرم لحديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي سئل عن صوم يوم عرفة قال: «يكفر السنة الماضية والباقية» الماضية يعني: التي انتهت لأن يوم عرفة في آخر شهر من العام والباقية فهو يكفر سنتين.

وسئل عن صوم يوم عاشوراء قال: يكفر السنة الماضية فهو أقل أجرا من صوم يوم عرفة ومع ذلك ينبغي أن يصوم من عاشوراء تاسوعاء لأن النبي قال: «لأن بقيت إلى قادم لأصومن التاسع» يعني: مع العاشر.
ولأنه أمر أن يصام يوما قبله أو يوما بعده مخالفة لليهود لأن يوم عاشوراء العاشر من المحرم هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فكان اليهود يصومونه شكرا لله على هذه النعمة العظيمة أن الله أنجى جنده وهزم جند الشيطان أنجى موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه فهو نعمة عظيمة ولهذا لما قدم النبي المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن ذلك فقالوا: هذا يوم نجا الله موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه فنصومه شكرا لله فقال: «نحن أولى بموسى منكم» لماذا؟ لأن النبي والذين معه أولى الناس بالأنبياء السابقين {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ٦٨] فرسول الله أحق بموسى من اليهود لأن اليهود كفروا به، وكفروا بعيسى، وكفروا بمحمد فصامه، وأمر الناس بصيامه إلا أنه أمر أن يخالفوا اليهود الذين يصومون إلا يوم العاشر كان نصوم التاسع أو الحادي عشر مع العاشر أو الثلاثة.
ولهذا ذكر بعض أهل العلم كابن القيم وغيره أن صيام عاشوراء ثلاثة أقسام:
1 - أن يصوم عاشوراء والتاسع وهذا أفضل الأنواع.
2 - أن يصوم عاشوراء والحادي عشر وهذا دون الأول.
3 - أن يصوم عاشوراء وحده فكرهه بعض العلماء لأن النبي أمر بمخالفة اليهود، ورخص فيه بعض العلماء.

وكذلك من الأيام التي يسن صيامها ستة أيام من شوال كما في حديث أبي أيوب أن النبي قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر» فسر العلماء ذلك بأن الحسنة بعشر أمثالها فيكون رمضان شهرا بعشرة أشهر ويكون الستة أيام بستين يوما وهم شهران فعلى هذا يسن للإنسان إذا أتم صيام رمضان أن يصوم ستة من شوال.
وليعلم أنها لا تصام قبل القضاء يعني: لو كان على الإنسان يوم واحد من رمضان وصام الست فإنه لا يحصل على أجر ذلك لأن الرسول قال: «من صام رمضان» ومن عليه يوم واحد من رمضان لم يكن صامه بل صام أياما منه من كان عليه يوم فقد صام تسعة وعشرين ومن كان عليه يومان فقد صام ثمانية وعشرين ما صام الشهر والرسول يقول: «من صام رمضان» فإذا صمت رمضان وصمت ستة أيام بعده من شوال فكأنما صمت الدهر كله.
وسواء صمتها من ثاني يوم العيد وأتبعت بعضها بعضا أو صمتها بعد يومين أو ثلاثة أو صمتها متتابعة أو صمتها متفرقة الأمر في هذا واسع لكن لو أنك تساهلت حتى خرج شوال وصمت فإنها لا تكون بهذا الأجر اللهم إلا من كان معذورا مثل أن يكون مريضا أو امرأة نفساء أو مسافرا ولم يصم في شوال وقضاها في ذي القعدة فلا بأس.

الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / يكفر السنة الماضية Reviewed by احمد خليل on 2:23:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.