شرح حديث/ ما ملأ بن آدم وعاء شرا من بطنه
منقول
من موقع الالوكة
باب
فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس
شرح
حديث/ ما ملأ بن آدم وعاء شرا من بطنه
أحاديث
رياض الصالحين
باب فضل
الجوع وخشونة العيش الحديث رقم 521
وعن أبي
كَريمَةَ المِقْدامِ بن معْدِ يكَرِب - رضي اللَّه عنه - قال: سمِعتُ رسول اللَّه ﷺ يقَولُ: «مَا
ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنِه، بِحسْبِ ابن آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ
صُلْبُهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ، فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ
لِنَفَسِهِ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن. «أُكُلاتٌ»
أَيْ: لُقمٌ.
الحمدلله
١- قوله:
«ما ملأ آدميّ وعاء» أي ظرفا «شرّا من بطنه» صفة وعاء، جعل البطن أوّلا وعاء
كالأوعية الّتي تتّخذ ظروفا لحوائج البيت توهينا لشأنه ثمّ جعله شرّ الأوعية؛
لأنّها استعملت فيما هي له والبطن خلق لأن يتقوّم به الصّلب بالطّعام وامتلاؤه
يفضي إلى الفساد في الدّين والدّنيا فيكون شرّا منها «بحسب
ابن آدم» مبتدأ أو الباء زائدة أي يكفيه وقوله: «أكلات»
بضمّتين خبره نحو قوله: بحسبك درهم والأكلة بالضّمّ اللّقمة أي يكفيه هذا القدر في
سدّ الرّمق وإمساك القوّة «يقمن» من الإقامة «صلبه» أي ظهره تسمية للكلّ باسم جزئه، كناية عن أنّه
لا يتجاوز ما يحفظه من السّقوط ويتقوّى به على الطّاعة «فإن
كان لا محالة» بفتح الميم ويضمّ، أي إن كان لا بدّ من التّجاوز عمّا ذكر
فلتكن أثلاثا «فثلث» أي فثلث يجعله «لطعامه» أي مأكوله «وثلث»
يجعله «لشرابه» أي مشروبه «وثلث» يدعه «لنفسه»
بفتح الفاء أي يبقي من ملئه قدر الثّلث ليتمكّن من التّنفّس ويحصل له نوع صفاء
ورقّة وهذا غاية ما اختير للأكل ويحرم الأكل فوق الشّبع. وقال الطّيبيّ -رحمه
اللّه-: أي الحقّ الواجب أن لا يتجاوز عمّا يقام به صلبه ليتقوّى به على طاعة
اللّه فإن أراد البتّة التّجاوز فلا يتجاوز عن القسم المذكور.
الخنزير وذي الناب من السباع والمخلب من الطير ومحرمات
لحق العباد كالمسروق والمغصوب والمنهوب وما أخذ بغير رضى صاحبه إما قهرا وإما حياء
وتذمما.
والثاني:
ما يفسده بقدره: وتعدي حده كالإسراف في الحلال والشبع المفرط فإنه يثقله عن الطاعات
ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها فإذا ظفر بها شغله بمزاولة
تصرفها ووقاية ضررها والتأذى بثقلها وقوى عليه مواد الشهوة وطرق مجاري الشيطان
ووسعها فإنه يجرى من ابن آدم مجرى الدم فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقها والشبع
يطرقها ويوسعها ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا وفي الحديث
المشهور: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم
لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه»
ويحكى أن إبليس لعنه الله عرض ليحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام فقال له يحيى:
هل نلت مني شيئا قط قال: لا إلا أنه قدم إليك الطعام ليلة فشهيته إليك حتى شبعت
منه فنمت عن وردك فقال يحيى: الله على أن لا أشبع من طعام أبدا فقال إبليس: وأنا
لله على أن لا أنصح آدمي أبدا. والله أعلم.
تحقيق
رياض الصالحين للألباني
521
- (صحيح)
وعن
أبي كَريمَةَ المِقْدامِ بن معْدِ يكَرِب - رضي اللَّه عنه - قال: سمِعتُ رسول
اللَّه ﷺ يقَولُ: «مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنِه، بِحسْبِ ابن
آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبُهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ، فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ
لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
قلت
وفي بعض النسخ (حسن صحيح) وهو الأقرب لحال إسناده فإنه صحيح وبيانه في (الصحيحة)
رقم (2265) [239].
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم
مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا
ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث/ ما ملأ بن آدم وعاء شرا من بطنه
Reviewed by احمد خليل
on
2:45:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: