شرح حديث / إن في الليل لساعة
كتاب الفضائل - باب فضل قيام الليل
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
شرح حديث / إن في الليل لساعة
باب فضل قيام الليل الحديث
رقم 1184 -1185-1186
1184 - وعن جابر- رضي الله عنه -قال: سئل رسول الله ﷺ: أي الصلاة أفضل؟ قال: (طول القنوت). رواه مسلم.
المراد
بالقنوت: القيام.
1185
- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما -أن رسول الله ﷺ قال: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام
داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما).
متفق عليه.
1186
- وعن جابر- رضي الله عنه -قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى
خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة). رواه مسلم.
الشرح
هذه
الأحاديث ساقها الإمام النووي في باب فضل صلاة الليل، منها أن النبي ﷺ سئل: أي الصلاة أفضل؟ قال: (طول القنوت) والمراد بطول القنوت أي طول الخشوع لله-
عز وجل -والقيام والركوع والسجود.
وقد
اختلف العلماء رحمهم الله أيهما أفضل: طول القراءة مع تخفيف الركوع والسجود، أو
الأفضل تقصير القراءة والركوع والسجود؟ بمعنى هل الأفضل أن تقصر الركعات مع كثرة
العدد، أو أن تطيل الركعات مع قلة العدد، والصواب أن الأفضل في ذلك أن تكون الصلاة
متناسبة، وقد سبق معنا أن النبي ﷺ
كان يجعل ركوعه نحوا من قيامه، وسجوده نحوا من قيامه، أي قريبا منه، وذكر رحمه
الله من ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام
داود) أما صلاته، يعني النافلة، صلاة الليل، فإنه كان ينام نصف الليل ويقوم
ثلثه وينام سدسه، فيقسم الليل ثلاثة أقسام، النصف الأول للنوم، ثم الثلث للقيام،
ثم السدس للنوم، لأن هذا فيه راحة البدن، فإن الإنسان إذا نام نصف الليل أخذ حظا
كبيرا من النوم، فإذا قام الثلث ثم نام السدس فإن التعب الذي حصل له في القيام
يذهب بالنوم الذي في آخر الليل، ولكن مع هذا، إذا قام الإنسان في أي ساعة من الليل
فإنه يرجى له أن ينال الثواب، هذا الذي ذكره النبي ﷺ هو الأحب إلى الله والأفضل،
لكن يكفي أن تقوم الثلث الأخير أو الثلث الأوسط أو النصف الأول، حسب ما تيسر لك؟
قالت عائشة رضي الله عنها: من كل الليل أوتر النبي ﷺ من أول الليل ووسطه وآخره.
فالأمر
في هذا ولله الحمد واسع.
ثم
ذكر الحديث الثالث: (إن في الليل ساعة لا يوافقها عبد
مسلم يدعو الله تعالى بخير إلا أعطاه إياه).
وهذه
الساعة غير معلومة بعينها، يعني: الله أعلم.
لكن
الرسول ﷺ
أخبرنا بهذا من أجل أن نجتهد، وأن نتحرى قدر الله- عز وجل -، وهذه الساعة كساعة
يوم الجمعة مبهمة، وإن كانت ساعة يوم الجمعة أرجى ما يكون إذا حضر الإمام يعني
الخطيب إلى أن تقضى الصلاة.
والله
الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات
النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم
صالح الأعمال
شرح حديث / إن في الليل لساعة
Reviewed by احمد خليل
on
8:32:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: