كتاب
الفضائل -باب فضل صلاة الجماعة
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
شرح حديث / لقد هممت أن آمر بحطب
فيحتطب
باب فضل صلاة الجماعة الحديث رقم 1073 -1074-1075
1073
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى النبي ﷺ رجل أعمى فقال: يا رسول الله، ليس
لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله ﷺ أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له،
فلما ولى دعاه فقال له: (هل تسمع النداء بالصلاة؟)
قال: نعم، قال: (فأجب) رواه مسلم.
1074
-وعن عبد الله-وقيل: عمرو بن قيس المعروف بابن أم مكتوم المؤذن رضي الله عنه أنه
قال: يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع. فقال رسول الله ﷺ: (تسمع
حي على الصلاة، حي على الفلاح، فحيهلا) رواه أبو داود بإسناد حسن.
ومعنى
(حيهلا): تعال
1075
-وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (والذي
نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا
فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم) متفق عليه.
الشَّرْحُ
هذه
الأحاديث الثلاثة في بيان وجوب صلاة الجماعة وأن تكون في المسجد فمنها حديث أبي
هريرة الأخير أن النبي ﷺ أقسم وهو الصادق
البار دون قسم أنه هم أن يأمر بالصلاة فتقام ثم يأمر رجلا فيصلي بالناس ثم ينطلق
بحزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فيحرق عليهم بيوتهم بالنار وهذا يدل على
وجوب صلاة الجماعة لأن النبي ﷺ لا يهم هذا
الهم إلا لترك أمر واجب ولا يخبر الناس بذلك إلا ليحذرهم من تركه ومخالفته وإلا لم
يكن هناك فائدة وكونه ﷺ هم أن يعاقبهم هذه
العقوبة دليل على تأكد الجماعة وأنها أمر مهم وقد روي بسند ضعيف أنه قال لولا ما
فيها من النساء والذرية لكن هذا ضعيف ولكن يكفي أن يكون هم بذلك وأخبر الأمة به ثم
من الذي تجب عليه الجماعة هو الذي يستطيع أن يصل إليها وهو يسمع النداء ولهذا
استفتى النبي ﷺ رجل قال يا رسول الله إنني رجل
أعمى وليس لي قائد يقودني إلى المسجد يريد أن يرخص له النبي ﷺ فرخص له فلما أدبر ناداه قال هل تسمع النداء قال
نعم قال فأجب فدل ذلك على وجوب صلاة الجماعة على الأعمى وأن العمى ليس عذرا في ترك
الجماعة ودل ذلك أيضا على أنها تجب في المسجد وأنه ليس المقصود الجماعة فقط بل
الجماعة وأن تكون في المسجد ودل ذلك أيضا على أن العبرة بسماع النداء ولكن المراد سماع
النداء المعتاد وليس بالميكروفون ودل ذلك أيضا على أنه لا يصح افتداء من كان خارج
المسجد بمن في المسجد ولو أمكنه أن يقتدي به يعني مثلا لو كان الإنسان عند بيت
بجوار المسجد وهو يسمع تكبيرات الإمام فقال لابنه مثلا نصلي مع الإمام جماعة في
بيتنا فإن ذلك لا يصح لأنه لا بدَّ من حضور المكان الذي تقام فيه الجماعة إلا أنه
إذا امتلأ المسجد وصلى الناس في الأسواق فإن الذين خارج المسجد يكونون تبعا لمن في
المسجد في اتصال الصفوف وإلا فبدون اتصال الصفوف فإن من كان خارج المسجد لا تصح
صلاته مع أهل المسجد لا بدَّ من الحضور حتى لو كان يسمع كل التكبيرات فإذا قال
قائل إذا كان مريضا ولا يستطيع الحضور لكن يسمع النداء بواسطة الميكروفون يتابع
الإمام قلنا لا يصلي مع الإمام هو معذور في ترك الجماعة وإذا كان من عادته أنه
يصلي مع الجماعة فإنه يكتب له ما كان يعمل لما كان صحيحا لقول النبي ﷺ من مرض وسافر كتب
له ما كان يعمل صحيحا مقيما والله أعلم.
الحمد لله رب العالمين