شرح حديث / بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد

شرح حديث / بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث

كتاب الفضائل: باب فضل المشي إلى المساجد

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح - حديث - بشروا - المشائين - في - الظلم - إلى - المساجد

شرح حديث / بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد


أحاديث رياض الصالحين: باب فضل المشي إلى المساجد

 

١٠٦٤ - وعنْ أَبي موسى -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ : «إِنَّ أَعْظَم النَّاسِ أَجرًا في الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِليْها ممْشًى فَأَبْعَدُهُمْ. والَّذي يَنْتَظرُ الصَّلاةَ حتَّى يُصلِّيها مَعَ الإِمامِ أَعْظَمُ أَجرًا مِنَ الَّذِي يُصلِّي ثُمَّ يَنَامُ» متفقٌ عَلَيْهِ.
١٠٦٥ - وعن بُرَيدَةَ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- عن النَّبِيِّ قَالَ: «بشِّروا المَشَائِينَ في الظُّلَمِ إِلى المسَاجِدِ بِالنور التَّامِّ يَوْمَ القِيامَةِ» رواه أبُو داود والترمذي.

١٠٦٦ - وعن أَبي هريرةَ  -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رسولَ اللَّهِ قالَ: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا: بَلى يَا رسولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخطى إِلى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلكُمُ الرِّباطُ» رواه مسلم.
١٠٦٧ - وعن أَبي سعيدٍ الخدْرِيِّ  -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- عَنْ النبيِّ قَالَ: «إِذا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسَاجِد فاشْهدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ قال اللَّه عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَن بِاللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ} [التوبة: ١٨] الآية» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

 

الشرح:

هذه بقية الأحاديث في فضل المشي إلى المساجد. ذكر الحديث الأول أن النبي قال: «أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم ممشى فأبعدهم» وذلك لما سبق من أن الإنسان إذا تطهر في بيته وخرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه خطيئة ولا تزال الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه، فإذا كان بيتك بعيدا عن المسجد ولم يمنعك البعد من حضور الجماعة فإنك أعظم أجرا من القريب؛ لأن القريب ليس له عذر يسهل عليه الوصول للمسجد أما البعيد فقد يكون له شيء من العذر لبعده، ومع ذلك يتجشم البعد ويأتي إلى المسجد ويصلي مع الجماعة فكان هذا أفضل.

 

ثم ذكر أن الذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أفضل من الذي يصلي ثم ينام وهذا في صلاة العشاء فإن المشروع في صلاة العشاء أن تؤخر إلى ثلث الليل؛ لأن النبي صلى العشاء ذات يوم وقد مضى عامة الليل، وقال: أنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي فهذا الذي صلى وحده ونام؛ لأنه يشق عليه أن ينتظر صلاة الجماعة لكونهم يؤخرونها، نقول له: إذا انتظرت وصليت مع الجماعة فهو أفضل، وأما إذا كان الإمام يصلي على العادة فإنه لا يجوز للإنسان أن يصلي ثم ينام؛ لأن صلاة الجماعة واجبة. حتى إن النبي قال: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار.

 

ثم ذكر الحديث الذي أخرجه الترمذي قال: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» وهذا الحديث ضعيف، لكن لا شك أن الذي يذهب إلى المسجد في الظلم فإن جزاءه من جنس العمل يعني: كما تجشم الظلم وأتى إلى المساجد فإنه يكتب له النور يوم القيامة، وأضعف منه الحديث الذي بعده: إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} [التوبة: ١٨] هذا أيضا حديث ضعيف، لا يصح رفعه إلى رسول الله ، لكنه يكفي في فضل المشي إلى المساجد ما سبق من الأحاديث الصحيحة الواضحة- نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في العمل والموفقة لما يرضاه جل وعلا.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0