شرح حديث / أن رجلا أصاب من امرأة قبلة
كتاب
الفضائل: باب فضل الصلوات
موقع
/ على بن يحيى الحدادي
شرح
حديث / أن رجلا أصاب من امرأة قبلة
أحاديث رياض الصالحين: باب فضل الصلوات
١٠٥١ - وعَنِ
أبْنِ مَسْعُودٍ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رجُلًا أَصاب مِنِ امْرأَةٍ
قُبْلَةً، فأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَأَخبرهُ
فأَنزَل اللَّه تَعَالَى: {وأَقِم الصَّلاةَ طَرفي
النَّهَار وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسنَاتِ يُذهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}
[هود: ١١٤]
فَقَالَ الرَّجُلُ: أَلِيَ هَذَا؟ قَالَ: «لجمِيع
أُمَّتي كُلِّهِمْ» متفقٌ عليه.
معاني
المفردات:
طرفي
النهار: أوله وآخره.
زلفًا
من الليل: ساعاته، والزلفة الساعة، والجزء من الليل قلّ أو كثر.
من
فوائد الحديث:
١
- سعة فضل الله تعالى، حيث جعل الأعمال الصالحة مكفرة للسيئات ما اجتنبت الكبائر.
٢
- فضل الصلوات الخمس وأثرها في تكفير السيئات.
٣
- إذا نزلت الآية في حادثة معينة فالعبرة بعموم لفظها لا بخصوص سببها، فقوله
تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}
نزلت في شأن الرجل المذكور، ولكنها جاءت بلفظ عام شامل، فدخل فيها جميع المؤمنين
-والحمد لله على فضله.
٤ - كما أن الحسنات يذهبن السيئات، فكذلك سيئة الشرك
الأصغر محبطة لما خالطها من العمل، فمن صلى ورآى في صلاته، أو رآى في قراءته ونحو
ذلك حبط ذلك العمل، قال الله في الحديث القدسي: «أنا
أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه».
وسيئة الشرك الأكبر محبطة لعمل العبد كله، قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
[الزمر: ٦٥]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا
لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الانعام: ٨٨] ومن الشرك
الأكبر دعاء الموتى والاستغاثة بهم، والذبح لهم، ومن موجبات الردة السحر والرضى
به، واتيان العرافين وتصديقهم في ادعائهم علم الغيب.
٥ - فتنة الرجال بالنساء، وفتنة النساء بالرجال فتنة
عظيمة ولهذا قال ﷺ: «ما
تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء» رواه مسلم. ولذا جاءت الشريعة
بالنهي عن أسباب الفتنة فنهيت المرأة عن التبرج والسفور، ونهيت عن السفر بغير
محرم، ونهى الرجل أن يصافح المرأة الأجنبية عنه، وأن يخلو بها، وأمر كل منهما بغض
البصر، وأمرت المرأة بالقرار في بيتها فلا تخرج إلا لحاجة، وإذا خرجت خرجت بوقار وحشمة
لا تتطيب، ولا تخضع بالقول ونحو ذلك من الأحكام التي قصد بها حماية المجتمع
الإسلامي من أسباب الفاحشة.
٦ - على المسلم والمسلمة الحذر من أسباب الفتن، ومنها ما
يعرض في القنوات وشبكة الإنترنت وكثير من وسائل الإعلام من صور الكاسيات العاريات،
وما يعرض من الفواحش ومقدماتها فإنها ممرضة للقلوب، مفسدة للأخلاق.
ليست هناك تعليقات: