شرح حديث/ يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله

شرح حديث/ يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث

كتَاب الفَضَائِل: باب فضل قراءة القرآن

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح – حديث – يؤتى – يوم – القيامة – بالقرآن - وأهله

شرح حديث/ يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله

أحاديث رياض الصالحين: باب فضل قراءة القرآن.

٩٩٨- عن أَبي أُمامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سمِعتُ رسولَ اللَّهِ يقولُ: «اقْرَؤوا القُرْآنَ، فإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القيامةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ» [١] رواه مسلم.

٩٩٩- وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمْعانَ رضي الله عنه، قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ يقولُ: «يُؤْتَى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا، تَقْدُمهُ سورَةُ البَقَرَةِ وَآل عِمْرَانَ، تُحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا» [٢] رواه مسلم.

 

الشرح:

قال النووي رحمه الله، في كتاب (رياض الصالحين) كتاب الفضائل: باب فضل قراءة القرآن.

عن أبي أمامه رضي الله عنه، أن النبي  قال: "اقْرَؤوا القُرْآنَ" فأمر بقراءة القرآن وأطلق فهي مستحبة كل وقت وعلى كل حال إلا إذا كان الإنسان على حاجة، يعني: يبول أو يتغوط فلا يقرأ القرآن؛ لأن القرآن معظم محترم فلا يقرأ في هذه الحال وكلك إذا كان الإنسان مع أهله حال جماعه فإنه لا يقرأ القرآن، لكنه يقول عند جماعة: "بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا" قال النبي : «اقْرَؤوا القُرْآنَ، فإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القيامةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ» إذا كان يوم القيامة جعل الله عزَّ وجلَّ، ثواب هذا القرآن شيئا قائما بنفسه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، يشفع لهم عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فإن القرآن إذا تلاه الإنسان محتسبا فيه الأجر عند الله فله بكل حرف عشر حسنات.

 

ومثله حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، أن النبي  أخبر أن من قرأ القرآن وعمل به فإنه يأتي يوم القيامة يتقدمه سورة البقرة وآل عمران يحاجان عن صاحبهما يوم القيامة، ولكن الرسول  قيد في هذا الحديث قراءة القرآن بالعمل به؛ لأن الذين يقرءون القرآن ينقسمون إلى قسمين: قسم لا يعمل به فلا يؤمنون بأخباره ولا يعملون بأحكامه هؤلاء يكون القرآن حجة عليهم. وقسم آخر يؤمنون بأخباره ويصدقون بها ويعملون بأحكامه فهؤلاء يكون القرآن حجة لهم يحاج عنهم يوم القيامة؛ لأن النبي  قال: «والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ» [٣]. وفي هذا دليل على أن أهم شيء في القرآن العمل به ويؤيد هذا قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة ص: ٢٩]، أي: يتفهمون معانيها ويعملون بها وإنما أخر العمل عن التدبر؛ لأنه لا يمكن العمل بلا تدبر إذا إن التدبر يحصل به العلم والعمل فرع عن العلم فالمهم أن هذا هو الفائدة من إنزال القرآن أن يتلى ويعمل به، يؤمن بأخباره، يعمل بأحكامه، يمتثل أمره، يجتنب نهيه، فإذا كان يوم القيامة فإنه يحاج عن أصحابه، وفي هذا دليل على أن الترتيب بين سورة البقرة وآل عمران والنساء هو ما في المصحف الآن، يعني: البقرة ثم آل عمران ثم النساء. وأما حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أنه صلى مع النبي  فقرأ بالبقرة ثم النساء ثم بآل عمران فإن هذا نسخ في الترتيب الأخير حيث جعلت آل عمران قبل النساء ولهذا اتفق الصحابة رضي الله عنهم، على أن آل عمران بعد سورة البقرة فهي بينها وبين سورة النساء. والله الموفق.

 

[١] صحيح مسلم: (٨٠٤)، كذا أخرجه أحمد: (٢٤٩/٥).

[٢] صحيح مسلم: (٨٠٥).

[٣] صحيح مسلم: (٢٢٣).


الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين

اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم

تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0