Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث / اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة

كتاب آداب السفر -  باب آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب السري والرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - حديث -  اتقوا - الله - في - هذه - البهائم - المعجمة
شرح حديث / اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة
أحاديث رياض الصالحين
باب آداب السير والنزول والمبيت والنوم في السفر واستحباب السري والرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها: الحديث رقم 971 – 972 – 973 – 974 - 975

971 - وعن أنس رضي الله عنه قال. قال رسول الله (عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل) رواه أبو داود بإسناد حسن. 
الدلجة السير في الليل.

972 - وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله (إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان) فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض رواه أبو داود بإسناد حسن.

973 - وعن سهل بن عمرو وقيل سهل بن الربيع بن عمرو الأنصاري المعروف بابن الحنظلية وهو من أهل بيعة الرضوان رضي الله عنه قال مر رسول الله ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة) رواه أبو داود بإسناد صحيح.

974 - وعن أبي جعفر عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال أردفني رسول الله ذات يوم خلفه وأسر إلى حديثا لا أحدث به أحدا من الناس وكان أحب ما استتر به رسول الله لحاجته هدف أو حائش نخل يعني حائط نخل رواه مسلم هكذا مختصرا.
 وزاد فيه البرقاني بإسناد مسلم هذا بعد قوله حائش نخل فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى رسول الله جرجر وذرفت عيناه فأتاه النبي فمسح سراته أي سنامه وذافره فسكن فقال (من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل) فجاء فتى من الأنصار فقال هذا لي يا رسول الله فقال (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه يشكو إلى أنك تجيعه وتدئبه) ورواه أبو داود كرواية البرقاني.
قوله ذفراه هو بكسر الذال المعجمة وإسكان الفاء وهو لفظ مفرد مؤنث قال أهل اللغة الذفري الموضع الذي يعرق من البعير خلف الأذن وقوله تدئبه أي تتعبه.

975 - وعن أنس رضي الله عنه قال كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى نحل الرحال رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم
وقوله لا نسبح أي لا نصلي النافلة ومعناه أنا مع حرصنا على الصلاة لا نقدمها على حط الرحال وإراحة الدواب.

الشرح
هذه الأحاديث في آداب السفر ساقها النووي رحمه الله في رياض الصالحين منها أن النبي أرشد أمته إلى أن يسيروا في الليل وأخبر أن الأرض تطوى للمسافر إذا سافر في الليل يعني أنه يقطع في الدلجة الليل ما لا يقطعه في النهار وذلك لأن الليل وقت براد فهو أنشط للرواحل وأسرع في سيرها ولهذا عبر النبي عن ذلك بأنه تطوى الأرض للمسافر إذا مشى في الليل ومن الآداب أيضا أنه ينبغي للجماعة ألا يتفرقوا إذا نزلوا منزلا فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الأودية والشعاب فقال النبي (إنما ذلكم من الشيطان) يعني تفرقهم فما نزلوا بعد ذلك منزلا إلا اجتمعوا جميعا لأن ذلك أقوى لهم وأحفظ ولو تسلط عليهم عدو في هدأة الليل وكانوا جميعا أمكنهم المدافعة لكن إذا تفرقوا توزعوا وفشلوا ومن ذلك أيضا أن النبي أمر بالرفق بالبهائم وأنه يجب على الإنسان أن يعاملها معاملة حسنة فلا يكلفها ما لا تطيق ولا يقصر عليها في أكل أو شرب ومن ذلك أيضا أن الإنسان يركب الراحلة وحده وله أن يردف غيره لكن بشرط أن تكون الراحلة مطيقه لذلك فإن لم تكن مطيقه لضعفها أو نحو ذلك فإنه لا يحل له أن يكلفها ما لا تطيق لأن هذه البهائم تتعب كما يتعب الإنسان هي مكونة مما كون منه الإنسان لحم وعظم ودم فإن كان الإنسان يتعب إذا حمل ما لا يطيق أو حمل عملا يتعبه كذلك هذه البهائم ولهذا أمر النبي أن نتقي الله عز وجل فيها وألا نقصر في حقها ثم ذكر حديث ابن الحنظلية أن الرسول كان قلما يقضي حاجته إلا إلى هدف أو حائل هدف يعني هدف مثل العنزة كان يركزها ويقضي حاجته فدخل ذات يوم حائط رجل من الأنصار فإذا بجمل فلما رأى النبي أي الجمل رأى النبي جاء يجرجر وعيناه تذرفان يشكو صاحبه إلى النبي فقال النبي (من رب هذا الجمل) فجاء رجل من الأنصار فقال إنه لي يا رسول الله فأخبره أن الجمل يشكو إليه صاحبه بأنه يجيعه ويحمله ما لا يطيق وأمره أن يتقي الله تعالى فيه وهذا من آيات النبي أن البهائم العجم تشكو إليه إذا رأته لأن هذا من آيات الله التي يؤيد الله بها رسول الله فإن الله تعالى ما أرسل رسولا إلا أعطاه آيات تدل على نبوته لئلا يكذبه الناس لأن الناس إذا جاء إليهم رجل وقال أنا رسول الله لكم دون آية ما صدقوه لكن الله تعالى يؤتي رسله آيات تدل على أنهم صادقون وأعظم آيات أعطيها الأنبياء ما أعطيه النبي وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية وغيره أيضا أنه ما من آية لنبي من السابقين إلا كان لرسول الله مثلها أو أعظم منها إما له شخصيا وإما لأتباعه وذكر على ذلك أمثلة وشواهد كثيرة لكن لم يعط أحد من الأنبياء مثل ما أعطي النبي من هذا الوحي القرآن ولهذا قال إنما الذي أوتيته وحي أوحاه الله إلى فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة لأن هذا الوحي باق إلى يومنا هذا والناس كلما قرأوه ازدادوا إيمانا بالله ورسوله لما فيه من الآيات العظيمة الدالة على أن رسول الله هو رسول الله حقا والله الموفق.


تحقيق رياض الصالحين للألباني
974 - (صحيح)
وعن أبي جعفر عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال أردفني رسول الله ذات يوم خلفه وأسر إلى حديثا لا أحدث به أحدا من الناس وكان أحب ما استتر به رسول الله لحاجته هدف أو حائش نخل يعني حائط نخل رواه مسلم هكذا مختصرا.
وزاد فيه البرقاني بإسناد مسلم هذا بعد قوله حائش نخل فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى رسول الله جرجر وذرفت عيناه فأتاه النبي فمسح سراته أي سنامه وذافره فسكن فقال (من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل) فجاء فتى من الأنصار فقال هذا لي يا رسول الله فقال (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه يشكو إلى أنك تجيعه وتدئبه) ورواه أبو داود كرواية البرقاني.
قوله ذفراه هو بكسر الذال المعجمة وإسكان الفاء وهو لفظ مفرد مؤنث قال أهل اللغة الذفري الموضع الذي يعرق من البعير خلف الأذن وقوله تدئبه أي تتعبه
قلت: الحديث أخرجه ابن حبان أيضا وغيره وهو مخرج في (الصحيحة) رقم (23) مع أحاديث أخرى وأثار في الرفق بالحيوان فراجعه [377].

الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة Reviewed by احمد خليل on 1:27:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.