Top Ad unit 728 × 90

شرح حديث/ إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ

الأربعين النووية

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح - حديث -  إن - الله - تجاوز - لي - عن - أمتي - الخطأ

شرح حديث/ إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ


الحديث التاسع والثلاثون: التجاوز عن الخطأ والنسيان.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ  قَال: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» حديث حسن رواه ابن ماجه، والبيهقي، وغيرهما.

 

الشرح:

اَلحدِيث التَّاسع والثَّلاثون: عن اِبْن عَبَّاس رَضِي اَللَّه عَنهُما، أنَّ رَسُول اَللَّه قال: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»، هذَا ضَعفُه أَبُو حَاتِم وَجَماعَة، وصحَّحه عَبْد اَلحَق الإشْبيليِّ وَجَماعَة، وَلكِن مَعْنَاه صحيح، ويؤيِّده قَوْل اَللَّه تَعالَى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَ} [البقرة: ٢٨٦]، قال اَللَّه: «قد فَعلَت». رواه مسلم في الصحيح.

 

ويؤيِّده أيْضًا قَولَه تَعالَى: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: ١٠٦]، فالْمكْره لَا شَيْء عليْه، إِذًا أَكرَه على الطَّلَاق، أو على دَفْع مالٍ؛ فالْإكْراه لَا يَعتَبِر معه الفعْل، أيٌّ: إِنَّ الفعْل النَّاتج والْقَوْل النَّاتج عن الإكْراه ملْغِي، لَا بُدَّ مِن أن يَكُون الكلَام أو الفعْل عن مُطَاوعَة، وعن اِختِيار، لَا عن إِكرَاه، ولَا عن نِسْيَان؛ بل عن اِعتِماد، وَمعرِفة وَذكَر، فَإذَا كان عن إِكرَاه أو خطإ أو نِسْيَان، فَاَللَّه قد تَجاوَز عَنْه.

 

والْخَطأ مَعْنَاه أن يَعمَل شيْئًا مَا تَعمدَه، كأن يُريد أن يَقُول: فُلَانَة طَاهِرة، فَقَال: طَالِقة، غلط لِسانه، ولم يَتَعمَّد الطَّلَاق، أو يَقُول: -عافاك اَللَّه- فَيسب، أو مَا أَشبَهه مِمَّا منَّ الكلَام اَلذِي يَغلَط فِيه، ومَا تَعمدُه، فَإذَا عَلِم اَللَّه مِنْه الصِّدْق، وَأنَّه غلط، لَا يُؤَاخَذ بِه إِذَا كان صادقًا. رِزْق اَللَّه اَلجمِيع التَّوْفيق والْهداية.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث/ إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ Reviewed by احمد خليل on 2:36:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.