شرح حديث / وكان يحب أن يخرج يوم الخميس
كتاب
آداب السفر - باب
استحباب الخروج يوم الخميس واستحبابه أول النهار
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
شرح حديث / اللهم
بارك لأمتي في بكورها
أحاديث رياض الصالحين
باب
استحباب الخروج يوم الخميس واستحبابه أول النهار: الحديث رقم 963 -
964
963
- عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ
خرج في غزوة تبوك يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس
متفق عليه
وفي
رواية في الصحيحين لقلما كان رسول الله ﷺ
يخرج إلا في يوم الخميس
964
- وعن صخر بن وداعة الغامدي الصحابي رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال (اللهم بارك لأمتي في بكورها) وكان إذا بعث سرية
أو جيشا بعثهم من أول النهار وكان صخر تاجرا وكان يبعث تجارته أول النهار فأثرى
وكثر ماله رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
الشرح
قال
المؤلف رحمه الله تعالى كتاب آداب السفر.
السفر
هو مفارقة الوطن وهو أن يخرج الإنسان من وطنه إلى وطن آخر وسمي سفرا لأنه من
الإسفار وهو الخروج والظهور كما يقال أسفر الصبح إذا ظهر وبان وقيل في المعنى سمي
السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال يعني يبين ويوضح أحوالهم فكم من إنسان لا
تعرفه ولا تعرف سيرته إلا إذا سافرت معه وعندئذ تعرف أخلاقه وسيرته وإيثاره إلخ حتى
كان عمر رضي الله عنه إذا زكى رجل شخصا عنده قال له هل سافرت معه هل عاملته إن قال
نعم قبل ذلك وإن قال لا فقال لا علم لك به ثم إن السفر ينبغي للإنسان أن يتحرى فيه
الأوقات التي تكون أسهل وأنسب ومن ذلك أن يكون في آخر الأسبوع كما كان النبي ﷺ في أكثر أسفاره يخرج يوم الخميس وربما خرج في غيره
فقد خرج ﷺ في آخر سفرة سافرها وهي حجة الوداع
يوم السبت لكن دائما كان إذا سافر ولاسيما إذا كان في غزو كان ذلك يوم الخميس
والحكمة من ذلك والله أعلم أنه يوم ترفع فيه الأعمال وتعرض على الله عز وجل فكان
يحب ﷺ أن يعرض على الله عمله في ذلك اليوم
وكان ﷺ يحب أن يخرج من أول النهار لما في ذلك
من استقبال النهار لأنه ربما يفاجأ الإنسان في سفره طولا وقد تجهز قليلا فيصعب
عليه التخلص منه وهذا في الأسفار التي كانت في عهد الرسول ﷺ على الدواب والأرجل أما اليوم فكما تشاهدون الناس لا يجدون
صعوبة في أول النهار أو آخره ثم إن السفر في الوقت الحاضر مرتبط بطائرات ومواعيد
وعلى كل حال إذا خرج في أول النهار وفي يوم الخميس فهو أفضل وإن لم يتيسر له ذلك
فلا بأس والحمد لله ثم ذكر حديث صخر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال (اللهم بارك
لأمتي في بكورها) أي في أول النهار فدعا النبي ﷺ
أن يبارك الله في أول النهار فيه لأمته لأنه مستقبل العمل فإن النهار كما قال الله
تعالى معاش ﴿وَجَعَلْنَا
النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ فإذا استقبله الإنسان من أوله صار
في ذلك بركة وهذا شيء مشاهد أن الإنسان إذا عمل في أول النهار وجد في عمله بركة
لكن وللأسف أكثرنا اليوم ينامون في أول النهار ولا يستيقظون إلا في الضحى فيفوت
عليهم أول النهار الذي فيه بركة وقد قال العامة أمير النهار أوله يعني أن أول
النهار هو الذي يتركز عليه العمل وكان صخر يبعث بتجارته أول النهار فأثرى وكثر
ماله من أجل دعاء النبي ﷺ بالبركة لهذه الأمة
في بكورها والله الموفق
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا
مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل
الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / وكان يحب أن يخرج يوم الخميس
Reviewed by احمد خليل
on
9:05:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: