Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة

كتاب اللباس: باب صفة طول القميص والكم والإزرار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح - حديث -  من - جر - ثوبه - خيلاء - لم - ينظر - الله - إليه - يوم - القيامة

شرح حديث/ من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة

أحاديث رياض الصالحين: باب صفة طول القميص والكم والإزرار وطرف العمامة.

 

٨٠٣- وعن أَبي سعيدٍ الخدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ : «إزرَةُ المُسلِمِ إِلى نصْفِ السَّاقِ، وَلاَ حَرَجَ -أَوْ لاَ جُنَاحَ- فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ، فَمَا كانَ أَسْفَلَ منَ الكعْبَينِ فَهَوُ في النَّارِ، ومَنْ جَرَّ إِزارهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظرِ اللَّه إِلَيْه» رواهُ أَبُو داود بإِسنادٍ صحيحٍ.

٨٠٤- وعن ابنِ عمر -رضيَ اللَّه عنهما- قَالَ: مَرَرْتُ عَلى رسُولِ اللَّهِ وَفي إِزاري اسْترْخَاءٌ. فَقَالَ: «يَا عَبْدَاللَّهِ، ارْفَعْ إِزارَكَ» فَرفعتهُ، ثُمَّ قَالَ: «زِدْ»، فَزِدْتُ، فَمَا زِلْتُ أَتَحرَّاها بَعْدُ. فَقَالَ بَعْض القُوْمِ: إِلى أَيْنَ؟ فَقَالَ: «إِلى أَنْصاف السَّاقَيْنِ» رواهُ مسلم.

٨٠٥- وعن ابنِ عمر -رضيَ اللَّه عنهما- قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ : «مَنْ جَرَّ ثَوبَه خيلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّه إِلَيْهِ يَوْمَ القيامِةِ» فقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ النِّسَاءُ بِذُيُولِهنَّ؟ قالَ: «يُرْخينَ شِبْرًا» قَالَتْ: إِذن تَنكَشفُ أَقْدامُهنَّ. قَالَ: «فيُرْخِينَهُ ذِراعًا لاَ يَزِدْنَ» رواهُ أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديث حسن صحيح.

 

الشرح:

هَذِه أَحادِيث ثَلاثَة ساقهَا النَّوَويَّ -رَحمَه اَللَّه- فِي رِيَاض الصَّالحين فِي (كِتَاب اللِّبَاس) مِنهَا: حديث أَبِي سعيد رَضِي اَللَّه عَنْه، أنَّ اَلنبِي صَلَّى اَللَّه عليْه وَعلَى آله وَسلَّم قال: «إزرَةُ المُسلِمِ إِلى نصْفِ السَّاقِ، وَلاَ حَرَجَ -أَوْ لاَ جُنَاحَ- فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ، فَمَا كانَ أَسْفَلَ منَ الكعْبَينِ فَهَوُ في النَّارِ، ومَنْ جَرَّ إِزارهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظرِ اللَّه إِلَيْه» فقسْم اَلنبِي طُول اَلقمِيص إِلى أَربَعة أَقسَام:

القسْم الأوَّل: السُنَّة إِلى نِصْف السَّاق.

وَالقِسم الثَّاني: الرُّخْصة، وَهُو مَا نزل مِن نِصْف السَّاق إِلى الكعْب.

وَالقِسم الثَّالث: كَبِيرَة مِن كَبائِر الذُّنوب وَهُو مَا نزل عن الكعْبيْنِ وَلَكنَّه لَم يَكُن بطرًا.

القسْم الرَّابع: مِن جرِّ ثَوبِه خُيَلاء أو بطرًا وَهُو أشدُّ مِن اَلذِي قِبَله فصارتْ الأقْسام أَربَعة.

قِسْم هُو السُنَّة، وقسْم جَائِز، وقسْم مُحرَّم بل مِن كَبائِر الذُّنوب لَكنَّه دُون اَلذِي بُعدُه، وَالقِسم الرَّابع مِن جَرَّه خُيَلاء، فَإِن اَللَّه تَعالَى لَا يَنظُر إِلَيه.

 

وَفِي هذَا: دليل على أنَّ مِن أَنزَل ثَوبُه إِزارًا أو قميصًا أو سِرْوالا أو (مشلْحَا) إِلى أَسفَل مِن الكعْبيْنِ فَإنَّه قد أتى كَبِيرَة مِن كَبائِر الذُّنوب سَوَاء فعل ذَلِك خُيَلاء أو لِغَير الخيلاء؛ لِأنَّ اَلنبِي فِرق فِي هذَا اَلحدِيث بَيْن مَا كان خُيَلاء ومَا لَم يَكُن كَذلِك فَالذِي جَعلَه خُيَلاء لَا يَنظُر اَللَّه إِلَيه يَوْم القيامة، وَإذَا ضممْنَا هذَا اَلحدِيث إِلى حديث أَبِي ذرَّ السَّابق قُلنَا: «لَا يَنْظُرُ اَللَّهُ إِلَيْهِ وَلَا يُكَلِّمُهُ، وَلَا يُزَكِّيهُ، وَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ».

 

أَمَّا مَا دُون الكعْبيْنِ، فَإنَّه يُعَاقِب عليْه بِالنَّار فقط، وَلكِن لَا تَحصُل لَه العقوبات الأرْبع، ثُمَّ ذكر حديث اِبْن عُمَر أنَّ اَلنبِي صَلَّى اَللَّه عليْه وَعلَى آله وَسلَّم أَمرُه أن يَرفَع إِزاره، فرفعه ثُمَّ قال: زِد، ثُمَّ قال: زِد، حَتَّى قال رَجُل: إِلى أَيْن يَا رَسُول اَللَّه؟ قال: إِلى أَنصَاف السَّاقيْنِ، يَعنِي: الزِّيادة إِلى فَوْق لَا تَتَجاوَز نِصْف السَّاق مِن فَوْق، لَكِنهَا مِن نِصْف السَّاق إِلى الكعْب كُلَّ هذَا جَائِز، وَكُلمَا اِرتفَع نِصْف السَّاق فَهُو أَفضَل.

 

وَأمَّا حَيْث أُم سَلمَه -رَضِي اَللَّه عَنهَا- أنَّ اَلنبِي رُخَص لِلنِّسَاء أنَّ يُرْخين ذُيولهنَّ، يَعنِي: أَسفَل ثِيابهنَّ إِلى شِبْر، فقالتْ: إِذَا تَنكَشِف أقْدامهنَّ، فَقَال عليْه الصَّلَاة والسَّلام: فِيرْخينه ذِراعًا لَا يزدْن؛ لِأنَّ المرْأة قدَّمهَا عَورَة، فَإذَا برز لِلنَّاس ورأوْه فَإِن ذَلِك قد يَكُون فِيه فِتْنَة فَإذَا نَزلَت ثوْبهَا وجعلتْ تَمشِي سَترَت قدمهَا.

 

وَفِي هذَا: دليل على وُجُوب تَغطِية الوجْه؛ لِأَنه إِذَا كَانَت القدم يَجِب سَترُها مع أنَّ الفتْنة فِيهَا أقلُّ مِن الفتْنة فِي الوجْه فستْر الوجْه مِن باب أُولَى، ولَا يُمْكِن لِلشَّريعة اَلتِي نَزلَت مِن لَدُن حكيم خبير أن تَقُول لِلنِّسَاء يُغَطين أقْدامهنَّ ولَا يُغَطين وُجوههنَّ؛ لِأنَّ هذَا تَناقُض، بل هذَا إِعطَاء لِلْحكْم فِي شَيْء وحجْب اَلحُكم عن شَيْء أَولَى مِنْه، وَهذَا لَا يَتَصوَّر فِي الشَّريعة العادلة هِي الميزان، وَلِهذَا جَانِب الصَّوَاب من قال مِن العلماء إِنَّه يَجِب أن تَستُّر القدمان ولَا يَجِب أن يَستُر الوجْه والْعيْنان، هذَا لَا يُمْكِن أبدًا، والصَّواب اَلذِي لَا شكَّ فِيه عِنْدنَا فِيه: أَنَّه لَا يَحُل لِلْمرْأة أن تَكشِف وجْههَا إِلَّا لِزوْجِهَا أو محارمهَا.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث/ من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة Reviewed by احمد خليل on 10:58:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.