شرح حديث (اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد)

شرح حديث (اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد)
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث
كتاب الأدب باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - حديث - اتقوا - النار - ولو - بشق - تمرة - فمن - لم - يجد
شرح حديث (اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد)
أحاديث رياض الصالحين: باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء
قال الله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر: 88].
وقال تعالى: ﴿ولو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: 159].
٦٩٨ - وَعَنْ عِدِّيِّ بْن حَاتِمٍ - رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «اِتَّقَوْا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةِ طَيِّبَةِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
٦٩٩ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةٍ - رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وهو بعض حديث تقدم بطوله.
٧٠٠ - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالٌ لِي رَسُولُ اللهِ : «لَا تُحَقِّرِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهِ طَلْقِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله تعالى: (باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء) يعني: إذا لاقى الإنسان أخاه، فإنه ينبغي له أن يلاقيه بالبشر وطلاقة الوجه وحسن المنطق لأن هذا من خلق النبي  ولا يعد هذا تنزلا من الإنسان ولكنه رفعة وأجر له عند الله - عز وجل - واتباع لسنة النبي  فإن النبي  كان دائم البشر كثير التبسم - صلوات الله وسلامه عليه - فالإنسان ينبغي له أن يلقى أخاه بوجه طلق وبكلمة طيبة لينال بذلك الأجر والمحبة واللفة والبعد عن التكبر والترفع على عباد الله ثم ذكر المؤلف آيات منها: قوله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ اخفض جناحك يعني: لن وتواضع للمؤمنين لأن المؤمن أهل لأن يتواضع له أما الكفار فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ فالذي يتلقى بالبشر وطلاقة الوجه هو المؤمن أما الكافر فإن كان يرجى إسلامه إذا عاملناه بطلاقة الوجه والبشر فإننا نعامله بذلك رجاء إسلامه وانتفاعه بهذا اللقاء وأما إذا كان هذا التواضع وطلاقة الوجه لا يزيده إلا تعاليا على المسلم وترفعا عليه فإنه لا يقابل بذلك ثم إن طلاقة الوجه توجب سرور صاحبك لأنه يفرق بين شخص يلقاك بوجه معبس وشخص يلقاك بوجه منطلق لهذا قال النبي - عليه الصلاة والسلام - لأبي ذر: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» فهذا من المعروف لأنه يدخل السرور على أخيك ويشرح صدره ثم إذا قرن ذلك بالكلمة الطيبة حصل بذلك مصلحتان: طلاقة الوجه والكلمة الطيبة التي قال عنها النبي : «اتقوا النار ولو بشق تمرة» يعني: اجعلوا بينكم وبين النار وقاية ولو بشق تمرة يعني: ولو أن تصدقوا بنصف تمرة فإن ذلك يقيكم من النار إذا قبلها الله - عز وجل - فإن لم يجد فبكلمة طيبة كلمة طيبة مثل أن تقول له: كيف أنت؟ كيف حالك؟ كيف إخوانك؟ كيف أهلك؟ وما أشبه ذلك لأن هذه من الكلمات الطيبة التي تدخل السرور على صاحبك كل كلمة طيبة فهي صدقة لك عند الله وأجر وثواب وقد قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: «البر حسن الخلق» وقال: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا».
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0