Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان - الأربعين النووية

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح – حديث – الطهور – شطر – الإيمان – والحمد – لله – تملأ – الميزان – الأربعين - النووية

شرح حديث/ الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان - الأربعين النووية

الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير.

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الحَارِثِ بنِ عَاصِم الأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيْمَانِ، والحَمْدُ للهِ تَمْلأُ الميزانَ، وسُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ -أَو تَمْلأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَو عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا أَو مُوبِقُهَا» رواه مسلم [١].

 

الشرح:

الحديث الثالث والعشرون: حديث الحارث بْن عَاصِم الأشْعريّ -رَضِي اَللَّه عَنْه- أنَّ اَلنبِي : «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيْمَانِ»، الطَّهور والتَّطَهُرُ؛ أيْ: إِنَّ اَلغُسل والْوُضوءَ شَطرُ الإيمانِ؛ لِأنَّ الطَّهارة طهارْتانِ: طَهارَةُ مِن الأحداثِ وَطَهارَةُ مِن الرَّذائلِ والْمعاصي، فالطَّهارة من المعاصي بِالتَّوْبة وَأَداء الواجبات، هذَا شَطرُ، والشَّطرُ الثَّاني التَّطَهُّر مِن الأحداثِ بِالْغَسلِ والْوضوءِ هذَا الشَّطرُ، والشَّطرُ الظَّاهر المعْنويُّ.

«والحَمْدُ للهِ تَمْلأُ الميزانَ»، هذَا مِن فَضْل قَوْل: الحمْد لِلَّه.

 

«وسُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ -أَو تَمْلأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ»، فَفِي هذَا اَلحَث على الإكْثار من: الحمدُ لِلَّه، وسبْحَانَ اَللَّه. يَقُول اَلنبِي : «أُحِبُّ اَلْكَلَامُ إِلَى اَللَّهِ أَرْبَع: سُبْحَانَ اَللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ، واَللَّهُ أَكْبَرُ» [٢]، ويَقُول : «لِأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اَللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ، واَللَّهُ أَكْبَرُ، أُحِبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلْعَتْ عَلَيْهِ اَلشَّمْسُ» [٣]، وَيقُول عليْه الصَّلَاة والسَّلام: «اَلْبَاقِيَات اَلصَّالِحَاتِ: سُبْحَانَ اَللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ، واَللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» [٤].

 

«وَالصَّلاةُ نُورٌ»، الصَّلَاة نُور العبْد فِي قَبرِه ويوْم القيامة، وَنُور فِي قَلبِه، فَهِي مِن أَسبَاب نُور القلْب وطهارته، والْمحافظة عليْهَا أهمَّ اَلأُمور بَعْد الشَّهادتيْنِ، أهمَّ وَاجِب، وأعْظم وَاجِب الصَّلَاة بَعْد الشَّهادتيْنِ، بَعْد شَهادَة أنَّ لَا إِله إِلَّا اَللَّه وأنَّ مُحمَّد رَسُول اَللَّه، فالصَّلاة عَمُود الإسْلام، وَهِي النُّور لِلْعبْد فِي دُنْياه وَفِي أُخْراه.

«والصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ»، الصَّدَقة والْإنْفاق فِي وُجُوه الخيْر بُرْهان على قُوَّة الإيمان، وَعلَى رَغبَة العبْد فِيمَا عِنْد اَللَّه جلَّ وَعلَا.

 

«وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ»، الصَّبْر على طَاعَة اَللَّه، والصَّبْر على المعاصي، والصَّبْر على المصائب، ضِيَاء لِلْعبْد، سَمَّاه ضِيَاء؛ لِمَا فِيه مِن الشِّدَّة؛ لِأنَّ الصَّبْر يَحْتاج إِلى عِناية، فحبْس النَّفْسِ عن المعاصي وإلْزامهَا بِطاعة اَللَّه وَحبسِها عِنْد المصائب عن الجزع يَحْتاج إِلى صَبْر، وَلِهذَا قال: «وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ»؛ يَعنِي: يَحْتاج إِلى قُوَّة: قُوَّة قَلْب، قُوَّة إِيمَان حَتَّى يَصبِر على طَاعَة اَللَّه، وَحتَّى يَصبِر على المصائب، وَحتَّى يَصبِر عن المعاصي.

 

«وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَو عَلَيْكَ»، اَلقُرآن حُجَّة لِلْعبْد إِنَّ عمل بِه، فَهُو مِن أَسبَاب دُخُول الجنَّة إِنَّ قام بِحَقه، وامْتَثل أَوامِره، وَحجَّة عليْه أن ضَيَّع أَوامِره ولم يَقُم بِه، هذَا كِتَاب اَللَّه فِيه اَلهُدى والنُّور، إِنَّ اِسْتقَمْتَ عليْه فَهُو حُجَّة لَك، وَمِن أَسبَاب نَجاتِك، وَإِن خالفتْ أَوامِره فَهُو حُجَّة عليْك.

 

«كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا أَو مُوبِقُهَا»، كُلُّ النَّاس يَغدُو وَيرُوح؛ يَعنِي: فِي هَذِه الدُّنْيَا، النَّاس فِي هَذِه الدَّار يَمشُون فِي حوائجهم وَفِيمَا قَدَّر اَللَّه لَهُم؛ لَكِن مِنْهم من يَسعَى فِي خُلَاصَة ونجاته، ومنْهم من يَسعَى فِي هَلاكِه ودماره، هؤلاء النَّاس مِنْهم من يَسعَى فِي لِيلِة وَنَهارِه فِي أَسبَاب هَلاكِه بِالْمعاصي والْمخالفات، ومنْهم من يَسعَى فِي أَسبَاب نَجاتِه بِطاعة اَللَّه واتِّبَاع شريعَته، وَطاعَة أَوامِره والسَّعْي فِيمَا يُرْضِي ، فَهذَا يَعتِق نَفسَه مِن النَّار بِطاعة اَللَّه، وَهذَا يُوبقَهَا ويهْلكهَا بِالْمعاصي والْمخالفات.

فالْواجب الحذر، وأن تُجَاهِد هَذِه النَّفْس حَتَّى تَستقِيم على اَلحَق، وَحتَّى تَصبِر عن الباطل وَفْق اَللَّه اَلجمِيع.

 

[١] "صحيح مسلم" (٢٢٣).

[٢] رواه مسلم (٢١٣٧) من حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه-.

[٣] رواه مسلم (٢٦٩٥) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

[٤] رواه أحمد (١١٧٣١) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، وذكره الهيشمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (٥/٤٤٥)، وقال: "رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسمَّ، وبقية رجاله رجال الصحيح".

[٥] ينظر: شرح رياض الصالحين (١/٨٩-٩٠).


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث/ الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان - الأربعين النووية Reviewed by احمد خليل on 5:07:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.