Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح الحديث الثالث/ بني الإسلام على خمس

الأربعين النووية

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح – الحديث – الثالث – بني – الإسلام – على - خمس

شرح الحديث الثالث/ بني الإسلام على خمس


شرح الحديث الثالث: أركان الدين.
عَنْ أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْن الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ النبي  يَقُوْلُ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البِيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخاري، ومسلم [١].

 

الشرح: 

الحمْد لِلَّه، وَصلَّى اَللَّه وَسلَّم على رَسُول اَللَّه، وَعلَى آله وأصْحابه وَمِن اِهتدَى بِهداه، فَهذَا اَلحدِيث الثَّالث مِن "الأرْبعين النَّوويَّة"، حديث أَبِي عَبْد الرَّحْمن عَبْد اَللَّه بْن عُمَر بْن الخطَّاب رَضِي اَللَّه تَعالَى عَنهُما عن اَلنبِي أَنَّه قال: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ»، يَعنِي: على خَمْس دَعائِم؛ يَعنِي: خَمسَة أَركَان.

 

«شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البِيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»، وفي الرواية الأخرى: «صَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البِيْتِ»، وهكذَا جاء فِي حديث جِبْرائيل: تَقدِيم الصَّوْم على اَلحَج، هَذِه أَركَان الإسْلام الخمْسة اَلتِي بُنِي عليْهَا.

 

والْواجبات، مِثْل برِّ الوالديْنِ، وَصلَة اَلرحِم، الأمْر بِالْمعْروف، والنَّهْي عن اَلمُنكر، إِلى غَيْر ذَلِك، هَذِه مِن فُرُوع الإسْلام ومكمِّلاته، كَذلِك ترك المحارم؛ تَرْك الزِّنَا، تَرْك شُرْب الخمْر، تَرْك اَلعُقوق، تَرْك الرِّبَا، كُلُّ هذَا مِمَّا أَوجَب الإسْلام تحْريمهَا، فَهِي مُكَملَة لِلْإسْلام ومتمِّمة لَه، وَداخِلة فِي قَولِه تَعالَى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: ١٩]؛ لِأنَّ الإسْلام يَشمَل الأوامر والنَّواهي، جميع الأوامر كُلهَا والنَّواهي إِسلَام.

فَفعَل الأوامر وترْك النَّواهي هذَا هُو الإسْلام، وأرْكَان هذَا الإسْلام خَمسَة اَلتِي عليْهَا المدَار:

 

الرُّكْن الأوَّل وَهُو أَعظمِها: «شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ»، هذَا هُو أَعظَم الأرْكان وَأَهمهَا، وَهُو الأصْل اَلأصِيل، أن تَشهَد عن يقين وعلْم وَصدَّق أَنَّه لَا مَعبُود حقِّ إِلَّا اَللَّه، هذَا مَعنَى «شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله»، مَعْنَاها: لَا مَعبُود حقِّ إِلَّا اَللَّه، كمَا قال تَعالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: ٥]، وقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: ١٤]، وَقَال جُلٌّ وَعلَا: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: ٦٢]، وغيْر ذَلِك مِن الآيَات دَالَّة على أنَّ هذَا هُو اَلحَق، كَونُه خاصًّا بِالْعبادة، رَبنَا هُو اَلحَق، ومَا عَبدُه النَّاس مِن دُون اَللَّه فَهُو الباطل، كعبادة الأصْنام والْملائكة والْأنْبياء وَالجِن والشَّجر والْحَجْر والنُّجوم، كُلهَا بَاطِلة، بِقوْله: «لاَ إِلَهَ».

 

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: ١٩]؛ أيْ: لَا مَعبُود حقِّ إِلَّا اَللَّه، وَبقوْلِه سُبْحانه: {وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٦٣]؛ وقوله عز وجل: {إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [طه: ٩٨]، والْآيات فِي هذَا المعْنى كَثِيرَة.

يقول النبي : «حَقُّ اَللَّهِ عَلَى اَلْعِبَادِ: إِنَّ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» [٢]، وَفِي حديث جِبْرائيل، فِي حديث: كَيْف تَعبدُ اَللَّه؟ لِمَا سُئِل عن الإسْلام قال: «أَنْ تَعبُدَ اَللَّهَ وَلَا تُشْرِك بِهِ شَيْئًا»، وَفِي اللَّفْظ الآخر: «تَشْهَدَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ، وَأَنَّي رَسُولُ اَللَّهِ» [٣]؛ فَسَّرَ ذَلِك بِقوْله: «تَعبُدَ اَللَّهَ وَلَا تُشْرِك بِهِ شَيْئًا» [٤].

 

فلو قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ» وَهُو يَعبُد الأوْثان مَا نفعتْه، لَا بُد يَأتِي بِالْمعْنى؛ لِأنَّ المقْصود مِن هَذِه الألْفاظ المعْنى، فلَا بُدَّ أن يَأتِي بِمعْناهَا، وَهُو أَنَّه لَا مَعبُود حقِّ إِلَّا اَللَّه، يَعتَقِد هذَا بِقلْبه، ويفْعل هذَا بِجوارحه، لَا يَعبُد إِلَّا اَللَّه، فقلبه مُوقِن بِأَنه لَا مَعبُود حقِّ إِلَّا اَللَّه، ولسانه وجوارحه كَذلِك لَا تُعبِّد إِلَّا اَللَّه.

 

فِلو قال: أنَا أَقُول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ»، وَلكِن أَعبُد البدَويُّ، أو اَلحُسين، أو عليَّا، أو الرَّسول ؛ لِأنَّ لَهُم مَنزلِه عِنْد اَللَّه، وأتقَرَّب بِهم وأدْعوهم؛ صار كافرًا، مَا ينْفعه قَوْل: «أَشهَد أنَّ لَا إِله إِلَّا اَللَّه»، ولَا ينْفعه النُّطْق حَتَّى يَعبُد اَللَّه وَحدَه، وهكذَا اليهوديّ والنَّصْرانيِّ وغيْرهمَا إِذَا قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ»، ولم يَعبُد اَللَّه، بل عَبَّد معه الأحْبار والرُّهْبان لَم يَكُن مُسْلِما؛ يَكُون كافرًا حَتَّى يَخُص اَللَّه بِالْعبادة، ولو قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ»، فالْألْفاظ لَا تَكفِيه، لَا بُد مع اللَّفْظ المعْنى، لَا بُدَّ أن يَقُول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ»، ومع هذَا يَعبُد اَللَّه وَحدَه.

 

لِأنَّ قَولَه سُبْحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: ٥]، يفسر هذا، {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر: ٢]؛ وما أشبه ذلك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥]، {فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [غافر: ١٤]؛ فلَا بُد يَأتِي بِاللَّفْظ والْمعْنى، ولو قال: أَعبُد اَللَّه وَحدَه، وَلكِن لَا أَنطَق، لَا أَقُول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ»؛ كَذلِك يَكفُر حَتَّى يَنطِق بِهَا، وَحتَّى يَعتَقِد مَعْنَاه ، فيقولهَا لَفْظًا ويعْتقدهَا مَعنَى، لَا بُدَّ مِن اللَّفْظ والْمعْنى جميعًا، ويعْبد اَللَّه بِالْفِعْل، فَإذَا عَبَّد غَيْر اَللَّه صار بِهَذا كافرًا، ولو قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ».

 

فَالذِين يَعبُدون البدَويُّ، أو اَلحُسين، أو عليَّا مِن الرَّافضة، أو يَعبُدون اَلنبِي ، أو يَعبُدون الكواكب، أو اَلجِنَّ، أو الملائكة، أو بَعْض الملائكة؛ هؤلاء كُفَّار، ولو قَالُوا: «لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ»، وهكذَا شَهادَة «أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ» لَا بُدَّ مِنهَا، فِلو قال: «أشهدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ»، وَلكِن يَجُوز أن أُحَكَّمَ غَيرَه وَألَّا أَتبَعه، لَا ينْفعه، لَا بُدَّ أن يُؤْمِن بِه ويتْبَعه، فِلو شَهِد أنَّ مُحَمدا رَسُول اَللَّه، وَلكنَّه أَجَاز أن يُتبَع غَيرَه، وأن يُتبَع غَيْر شريعتِه لَم تنْفعْه هَذِه الشَّهادة، لَا بُدَّ مِنهَا قوْلا وعملا.

 

ولو قال: يَجُوز لِزَيد أو عمْرو أن يَتبَع غَيْر مَا جاء بِه الرَّسول ولَا يلْزمه، كمَا أنَّ اَلخُضر لَا يلْزمه اِتِّباع مُوسَى يَكُون كافرًا؛ لِأنَّ اَلخُضر لَيْس مِن بَنِي إِسْرائيل اَلمُرسل إِليْهم مُوسَى، مُوسَى أُرسَل إِلى قَومِه فقط، أَمَّا مُحمَّد فقد أُرسَل لِلنَّاس عَامَّة، فَالذِي يَقُول: أنَا مَا يلْزمني اِتِّباع مُحَمدا يَكُون كافرًا؛ لِأَنه مُكذِّب لِلَّه، قال اَللَّه تَعالَى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: ١٥٨]؛ وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: ٢٨]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧]، إِلى غَيْر ذَلِك، وَقَال: «بُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً» [٥].

 

فلَا بُدَّ مِن الشَّهادتيْنِ: يَشهَد أنَّ لَا إِله إِلَّا اَللَّه قوْلا وعملا، وَأنَّه لَا مَعبُود حقِّ إِلَّا اَللَّه قوْلا وعملا، ويشْهد أنَّ مُحَمدا هُو رَسُول اَللَّه، وَأنَّه وَاجِب الاتِّباع، وَأنَّه لَا طريق إِلى اَللَّه إِلَّا مِن طَرِيقَة، مَا هُنَاك طريق إِلى اَللَّه، ولَا إِلى جَنَّة إِلى مِن طريق مُحمَّد عليْه الصَّلَاة والسَّلام، فَمِن أَرَاد أن يَأخُذ طريقًا آخر: طريق مُوسَى، أو طريق عِيسى، أو طريق غَيرُهم؛ يُكِن كافرًا.

وهكذَا اليهود والنَّصارى وَغيرِهم لَيْس لَهُم طريق بعدَ بعثِ مُحمَّد إِلَّا طريق مُحمَّد، وَلِهذَا صار اليهود كُفَّارًا والنَّصارى كُفَّارًا حَتَّى ينْقادوا لِشريعة مُحمَّد ، وَحتَّى يُؤمِّنوا بِه.

 

ثُمَّ الصَّلَاة الرُّكْن الثَّاني، الصَّلوات الخمْس لَا بُدَّ مِنهَا، ثُمَّ الثَّالث رُكْن الزَّكَاة، ثُمَّ الرَّابع صَوْم رَمَضان، ثُمَّ الخامس حجَّ البيْتِ، لَا بُدَّ مِن هذَا كُلُّه، لَا بُدَّ أن يُؤْمِن بِهَذه الأرْكان، ولَا بُدَّ أن يَنْقاد لَهَا.

قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [النور: ٥٦]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣]، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: ٩٧].

 

وَفِي هذَا اَلحدِيث: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ» يَعنِي: خَمْس دَعائِم: «شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البِيْتِ».

أَمَّا الشَّهادتان: فَمِن تَركهِما أو لَم يُعْتقدهمَا كفَرَ بِالْإجْماع.

أَمَّا الصَّلوات الخمْس: إِذَا اِعتقَد وُجوبهَا ولم يَصِل فقد ذهب بَعْض أَهْل العلْم إِلى أَنَّه لَا يَكفُر بِترْكِهَا إِذَا اِعتقَد وُجوبهَا، والصَّواب: إِنَّه يَكفُر بِذَلك، مَتَّى تَركهَا، وَإِن اِعتقَد وُجوبهَا يَكفُر على اَلصحِيح؛ لِقوْله : «بَيْنَ اَلرَّجُلِ وَبَيْنَ اَلْكُفْرِ وَالشِّرْكِ تَرْكَ اَلصَّلَاةِ» [٦]، لِقوْله : «اَلْعَهْد اَلَّذِي بَيْنِنَا وَبَيْنَهُمْ اَلصَّلَاةُ، فَمِنْ تَرْكِهَا؛ فَقَدَ كَفْرَ» [٧].

 

وَأمَّا الزَّكَاة والصَّوْم وَالحَج فلَا يَكفُر، لَو لَم يَحُج وَهُو يَستطِيع، أو لَم يَصُم وَهُو مُسْتطِيع، أو لَم يَزْك لَم يَكفُر؛ لَكنَّه أتى بِكبيرة عَظِيمَة، وَجَريمَة عَظِيمَة، وَهُو يَوْم القيامة على خطر عظيم، مِن دُخُول النَّار إِلَّا أن يَتُوب، لِقوْله : لِصاحب الزَّكَاة عِنْدمَا يُعذِّب يَوْم القيامة: «ثمَّ يَرى سبيلَهُ: إمَّا إلى الجنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ» [٨]، بَعْد التَّعْذيب بِكنْزِه، لَا يَكفُر بِهَذا، بل هُو مُتَوعَّدُ بِالنَّار إِلَّا أن يَعفُو اَللَّه عَنْه.

 

وهكذَا مِن تَرْك صَوْم رَمَضان، أو تَرْك صَومِه مُعرَّض لِلنَّار والْوعيد اَلشدِيد؛ لَكِن لَا يَكفُر بِذَلك إِلَّا إِذَا جحد اَلوُجوب، وَهكذَا لَو كان يَستطِيعُ، وَلكِن تَمادَى، تَساهلَ، مَا حجٌّ يَكُون عاصيًا أتى كبيرًا، وَلكِن لَا يَكفُر؛ لِكوْنه تَساهلَ ولم يَحجَّ، لَكنَّه على خطر عظيم مِن دُخُول النَّار بِسبِّ تَركِه اَلحَجَّ وَهُو مُسْتطِيع، وَفْق اَللَّه اَلجمِيع.

 

[١] "صحيح البخاري" (٨)، و "صحيح مسلم" (١٦).

[٢] رواه البخاري (٢٨٥٦)، ومسلم (٣٠)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.

[٣] رواه ابن ماجه (٨٧)، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.

[٤] رواه البخاري (٥٠)، ومسلم (٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[٥] رواه البخاري (٣٣٥)، ومسلم (٥٢١)، من حديث جابر رضي الله عنه.

[٦] رواه مسلم (٨٢)، من حديث جابر رضي الله عنه.

[٧] رواه الترمذي (٢٦٢١)، والنسائي (٤٦٣)، وابن ماجه (١٠٧٩)، وابن حبان (٣٧٩٦)، والحاكم (١١)، من حديث بريدة رضي الله عنه، والحديث صححه الترمذي، والحاكم، وأقره الذهبي.

[٨] رواه مسلم (٩٨٧)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين

اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم

تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال

شرح الحديث الثالث/ بني الإسلام على خمس Reviewed by احمد خليل on 7:04:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.