Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح الحديث النبوى الشريف ( البذاذة من الإيمان ) من رياض الصالحين

من موقع نبراس الحق
شرح أحاديث رياض الصالحين باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس
شرح - الحديث - النبوى - الشريف - ( البذاذة - من - الإيمان - ) من - رياض - الصالحين
شرح الحديث النبوى الشريف ( البذاذة من الإيمان ) من رياض الصالحين
جميع احاديث رياض الصالحين موجودة هنا وكلها فى الصحيحين مع الشرح لها على مدونة فذكر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات ، الحمد لله الذي علم العثرات ، فسترها على اهلها وانزل الرحمات ، ثم غفرها لهم ومحا السيئات ، فله الحمد ملئ خزائن البركات ، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ، وله الحمد ماتعاقبت الخطوات ، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات ، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات ، وعدد الحركات والسكنات ،
سبحانه سبحانه سبحانه
الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمدآ في خلاياه

الناس يعصونه جهرآ فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه 
وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرج للكربات إلا هو ، ولا مقيل للعثرات إلا هو ، ولا مدبرللملكوت إلا هو ، ولاسامع للأصوات إلا هو ، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته ، وما انتصر دين إلا بمداد عزته ، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته ، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته ،
وأشهد أن محمدآ عبده ورسوله قام في خدمته ، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته ، واقام اعوجاج الخلق بشريعته ، وعاش للتوحيد ففاز بخلته ، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته ، صلى عليك الله يا علم الهدى

الحديث رقم 522 باب فضل الجوع وخشونة العيش


وعن أبي أُمَامَةَ إِيَاسِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيِّ الحارثيِّ رضي اللَّه عنه قال : ذَكَرَ أَصْحابُ رَسولَ اللَّه يوْماً عِنْدَهُ الدُّنْيَا ، فقال رسول اللَّه : « أَلا تَسْمَعُونَ ؟ أَلا تَسْمَعُونَ ؟ إِنَّ الْبَذَاذَة مِن الإِيمَان إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ » يعْني: التَّقَحُّلَ . رواه أبو داود

« الْبَذَاذَةُ » : بِالْبَاءِ المُوَحَّدةِ وَالذَّالَينِ المُعْجمَتَيْنِ ، وَهِيَ رَثاثَةُ الهَيْئَةِ ، وَتَرْكُ فَاخِرِ اللِّبَاسِ وأَمَّا « التَّقَحُّلُّ » فَبِالْقَافِ والحاء ، قال أَهْلُ اللُّغَة : المُتَقَحِّل : هُوَ الرَّجُلُ الْيَابِسُ الجِلدِ مِنْ خُشُونَةَ الْعَيْشِ ، وَتَرْكِ التَّرَفَّهِ

الشرح

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فقد روى أبو داود عن أبي أُمامةَ بنِ ثعلبةَ الأنصاريِّ قال: ذَكَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ  يَوْمًا عِنْدَهُ الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( أَلَا تَسْمَعُونَ ؟ أَلَا تَسْمَعُونَ ؟ إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنْ الْإِيمَانِ، إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنْ الْإِيمَانِ ).
صحّحه الشّيخ الألباني رحمه الله في " صحيح التّرغيب والتّرهيب " (2074).
قال المنذريّ رحمه الله:" ( البذاذة )_ بفتح الباء الموحّدة وذالين معجمتين _ هي: التّواضع في اللّباس برثاثة الهيئة، وترك الزّينة، والرّضا بالدّون من الثّياب "اهـ.
وقال الخطابي رحمه الله: " البذاذة: سوء الهيئة والتجوّز في الثّياب ونحوها، يقال: رجل باذ الهيئة إذا كان رثّ الهيئة واللّباس".
والمقصود من الحديث ما ذكره ابن الأثير رحمه الله في " النّهاية " فقال:" أراد التواضع في اللّباس وترك الافتخار به " اهـ.
ويُسمّى (التقحّل): وهو تكلّف اليبس والبلى، والمتقحّل الرّجل اليابس الجلد السيّء الحال.
وترك اللّباس على أنواع:
* من تركه بخلا، فهذا مذموم غير مأجور.
* ومن تركه متعبّدا محرّما إيّاه على نفسه فهذا ضالّ منحرف.
* ومن تركه يريد أن يتشبّه بالعُبّاد فهو آثم لمراءاته، وهو إحدى الشّهرتين.
* من تركه زُهدا وتواضعا، فهذا مأجور على ذلك؛ لما رواه أبو داود عن رجلٍ من أصحاب رسول الله  قال: قال رسول اللهِ :
 ( مَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا كَسَاهُ اللَّهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ).
وحلّة الكرامة وصف لحلّة أهل الجنّة، وإنّما وصفها بالكرامة لأنّها الّذي ترفّع بلباسه ظنّ الكرامة في ذلك الترفّع، فأعلمه النبيّ  أنّ الكرامة الدّائمة السّرمديّة هي في ترك ذلك. كما سمّاها في حديث آخر حلّة الإيمان لأنّ ترك اللّباس تواضعا من الإيمان.
واللاّبس للثّمين:
* إن كان بنيّة الفخر والخيلاء فهو آثم لنيّته، وهو الشّهرة الأخرى.
* أو كان مسرفا، فهو مذموم معتدٍ.
* أو كان مظهِرا لنعمة الله عليه دون مجاوزة للحدّ، فذلك مأجور لنيّته.
جاء في " مجموع فتاوى ابن تيمية " (22/ 133):
" وسئل رحمه الله عن المتنزّه عن الأقمشة الثّمينة مثل الحرير والكتّان المُتغَالَى في تحسينه وما ناسبها: هل في ترك ذلك أجر أم لا ؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب: الحمد لله ربّ العالمين .. وأمّا المباحات: فيثاب على ترك فضولها، وهو ما لا يحتاج إليه لمصلحة دينه، كما أنّ الإسراف في المباحات منهيّ عنه، كما قال تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) }،  وقال تعالى عن أصحاب النّار: { إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) }، وقال تعالى: { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) }، وقال تعالى: { وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) }.
والإسراف في المباحات هو مجاوزة الحدّ، وهو من العدوان المحرّم، وترك فضولها هو من الزّهد المباح ...
وترك فضول المباحات - وهو ما لا يحتاج إليها لفعل واجب ولا مستحبّ - مع الإيثار بها ممّا يثيب الله فاعلَه عليه، ومن تركها لمجرّد البخل لا للتقرّب إلى الله لم يكن محمودا.
وأمّا الكتّان والقطن ونحوهُما، فمن تركه مع الحاجة فهو جاهل ضالّ، ومن أسرف فيه فهو مذموم. ومن تجمّل بلبسه إظهارا لنعمة الله عليه فهو مشكور على ذلك، فإنّ النبيّ  قال: ( إِنَّ اللهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ أَحَبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعَمِهِ عَلَيْهِ )، وقال: ( إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ ).
ومن ترك لبس الرّفيع من الثياب تواضعا لله لا بخلا ولا التزاما للترك مطلقا فإنّ الله يثيبه على ذلك ويكسوه من حلل الكرامة.
فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم واعتقادهم، والعبد مأمور أن يقول في كلّ صلاة :{ اِهْدِناَ الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ }، والله سبحانه وتعالى أعلم " اهـ.
الحاصل: أنّ التّواضع في اللّباس لا يصادم جمال الهيئة:
فقول النبيّ : ( إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ )، يقيّد بذمّ الإسراف ومجاوزة الحدّ، وأمره  بالزّهد.
ولا يعني الحديث أبدا غلاءَ اللّباس غلاءً فاحشا، ولا يعني أن يكون سالما من كلّ عيب، فكم من ثوب مرقّع لا يعارض الجمال الّذي استحبّه الشّرع، وكم من معرِضٍ عن لباسه تارك إيّاه من أجل خدش أصاب ثوبه ! فمن كان هذا حاله فإنّه يتشبّه:
1) إمّا بأرباب الدّنيا المتنعّمين. 
2) أو النّساء والمخنّثين.
ويدلّ على ذلك كلّه عمل النبيّ  وأصحابه الكرام:
ففي الصّحيحين عن أبي بُرْدَةَ رضي الله عنه قال: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ وَكِسَاءً مِنْ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْمُلَبَّدَةَ، قَالَ: فَأَقْسَمَتْ بِاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قُبِضَ فِي هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ.
و( الملبّد ) هو: المرقّع، وقيل غير ذلك.
وهذا الحديث إشارة منها إلى أنّه  كان ولم يزل زاهدا في لباسه إلى أن قبضه الله.
وروى البيهيّ بسند صحيح  عن عبدِ اللهِ بن عمرَ رضي الله عنه قال: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ  وَإِنَّ نَمِرَةً مِنْ صُوفٍ تُنْسَجُ لَهُ ).
والنّمِرةُ: بردة من صوف فيها خطوط سودٌ وبِيضٌ سمّيت بذلك تشبيها لها بالنّمِر لما فيها من السّواد والبياض.
والله تعالى أعلم.

الحمد لله رب العالمين


اللهُم إِرحَم مَوتانا مِن المُسلِمين وَإجمَعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ .
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

لاتحرمنا التعليق
شرح الحديث النبوى الشريف ( البذاذة من الإيمان ) من رياض الصالحين Reviewed by احمد خليل on 10:15:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.