Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح الحديث النبوي الشريف / دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة

باب النفقة على العيال

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح – الحديث – النبوي - الشريف – دينار – أنفقته – في – سبيل – الله – ودينار – أنفقته – في - رقبة

شرح الحديث النبوي الشريف / دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة


أحاديث رياض الصالحين: باب النفقة على العيال

 

٢٩٥ - وعن أَبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسولُ اللَّه : «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في سبيلِ اللَّه، وَدِينَارٌ أَنْفَقتَهُ في رقَبَةٍ، ودِينَارٌ تصدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفقْتَهُ علَى أَهْلِكَ، أَعْظمُهَا أَجْراً الَّذي أَنْفَقْتَهُ علَى أَهْلِكَ» رواه مسلم [١].

٢٩٦ - وعن أَبي عبدِ اللَّهِ وَيُقَالُ له: أبي عبدِ الرَّحمن ثَوْبانَ بْن بُجْدُدَ مَوْلَى رسولِ اللَّه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه : «أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى دابَّتِهِ في سبيلِ اللَّه، ودِينَارٌ يُنْفِقُهُ علَى أَصْحابه في سبِيلِ اللَّهِ» رواه مسلم [٢].

٢٩٧ - وعن أُمِّ سلَمَةَ -رضي اللَّهُ عنها- قَالَتْ: قلتُ يَا رسولَ اللَّهِ، هَلْ لِي أَجْرٌ فِي بَنِي أَبي سلَمةَ أَنْ أُنْفِقَ علَيْهِمْ، وَلَسْتُ بتَارِكَتِهمْ هَكَذَا وهَكَذَا، إِنَّما هُمْ بنِيَّ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ علَيهِم» متفقٌ عَلَيهِ [٣].

٢٩٨ - وعن سعد بن أَبي وقَّاص -رضي اللَّه عنه- في حدِيثِهِ الطَّويلِ الذِي قَدَّمْناهُ في أَوَّل الْكِتَابِ في بَابِ النِّيَّةِ أَنَّ رسولَ اللَّه قَالَ لَهُ: «وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجهَ اللَّه إلاَّ أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى مَا تَجْعلُ في فيِّ امرأَتِكَ» متفقٌ عَلَيهِ [٤].

٢٩٩ - وعن أَبي مَسْعُودٍ الْبَدرِيِّ -رضي اللَّه عنه- عن النَّبيّ قَالَ: «إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نفقَةً يحتَسبُها فَهِي لَهُ صدقَةٌ» متفقٌ عَلَيهِ [٥].

٣٠٠ - وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ -رَضي اللَّه عنهما- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه قَالَ: «كَفي بِالمرْءِ إِثْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يقُوتُ» حديثٌ صحيحٌ رواه أَبو داود وغيره [٦].

ورواه مسلم في صحيحه بمعنَاهُ قَالَ: «كَفي بِالمرْءِ إِثْماً أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يملِكُ قُوتَهُ» [٧].

٣٠١ - وعن أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- أَن النبيَّ قَالَ: «مَا مِنْ يوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ ملَكَانِ يَنْزلانِ، فَيقولُ أَحدُهُما: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلفاً، ويَقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً» متفقٌ عَلَيهِ [٨].

٣٠٢ - وعن أبي هريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- عن النَّبيّ قَالَ: «الْيَدُ الْعُلْيا خَيْرٌ مِنَ الْيدِ السُّفْلَى وابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنَى، ومَنْ يَسْتَعِففْ، يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه اللَّهُ» رواه البخاري [٩].

 

الـشـرح:

هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب النفقة على الأهل، كلها تدل على فضيلة الإنفاق على الإنفاق على الأهل، وأنه أفضل من الإنفاق في سبيل الله، وأفضل من الإنفاق في الرقاب، وأفضل من الإنفاق على المساكين؛ وذلك لأن الأهل ممن ألزمك الله بهم، وأوجب عليك نفقتهم، فالإنفاق عليهم فرض عين، والإنفاق على من سواهم فرض كفاية، وفرض العين أفضل من فرض الكفاية.

 

وقد يكون الإنفاق على من سواهم على وجه التطوع، والفرض أفضل من التطوع؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي: «ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه» [١٠].

 

لكن الشيطان يرغب الإنسان في التطوع ويقلل رغبته في الواجب، فتجده مثلًا يحرص على الصدقة ويدع الواجب، يتصدق على مسكين أو ما أشبه ذلك ويدع الواجب لأهله، يتصدق على مسكين أو نحوه ويدع الواجب لنفسه؛ كقضاء الدين مثلًا، تجده مدينًا يطالبه صاحب الدين بدينه وهو لا يوفي، ويذهب يتصدق على المساكين وربما يذهب للعمرة أو لحج التطوع وما أشبه ذلك ويدع الواجب، وهذا خلاف الشرع وخلاف الحكمة، فهو سفه في العقل وضلال في الشرع.

 

والواجب على المسلم أن يبدأ بالواجب الذي هو محتم عليه، ثم بعد ذلك ما أراد من التطوع بشرط إلا تكون مسرفًا ولا مقطرًا، فتخرج عن سبيل الاعتدال؛ لقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَأنَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧].

يعني: لا إقتار ولا إسراف، بل قوامًا، ولم يقل بين ذلك فقط، بل بين ذلك قوامًا، قد يكون الأفضل أن تزيد أو أن تنقص أو بين ذلك بالوسط.

 

على كل حال هذه الأحاديث كلها تدل على أنه يجب على الإنسان أن ينفق على من عليه نفقته، وأن إنفاقه على من عليه نفقته أفضل من الإنفاق على الغير.

وفي هذه الأحاديث أيضًا التهديد والوعيد على من ضيع عمن يملك قوته، وهو شامل للإنسان وغير الإنسان، فالإنسان يملك الأرقة مثلًا، ويملك المواشي من إبل وبقر وغنم فهو آثم إذا ضيع من يلزمه قوته من آدميين أو غير آدميين، «كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوتهم»، واللفظ الثاني في غير مسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت» وفي هذا دليل على وجوب رعاية من ألزمك الله بالإنفاق عليه.


الحمد لله رب العالمين

[١] رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على العيال...، رقم: (٩٩٥).

[٢] رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على العيال...، رقم: (٩٩٤).

[٣] رواه البخاري، كتاب النفقات، باب وعلى الوارث مثل ذلك، رقم: (٥٣٦٩)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، رقم: (١٠٠١).

[٤] رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب رثاء النبي صلى الله عليه وسلم سعد، رقم: (١٢٩٥)، ومسلم، كتاب الوصية، باب الوصية بالثلث، رقم: (١٦٢٨).

[٥] رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب ما جاء إن الأعمال بالنية...، رقم: (٥٥)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين...، رقم: (١٠٠٢).

[٦] رواه أبو داود، كتاب الزكاة، باب فضل في صلة الرحم، رقم: (١٦٩٢).

[٧] رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على العيال..، رقم: (٩٩٦).

[٨] رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}، رقـم: (١٤٤٢)، ومسلم، كتاب، الزكاة، باب في المنفق والممسك، رقـم: (١٠١٠).

[٩] رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، رقم: (١٤٢٨).

[١٠] رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع، رقم: (٦٥٠٢).

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح الحديث النبوي الشريف / دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة Reviewed by احمد خليل on 10:34:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.