شرح الحديث النبوى الشريف قمت على باب الجنة ، فإذا عامة من دخلها المساكين
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
رحمه الله
شرح أحاديث رياض الصالحين باب فضل ضعـفة المسلمين
والفقراء والخاملين
شرح أحاديث رياض الصالحين باب فضل ضعـفة المسلمين
والفقراء والخاملين
شرح الحديث النبوى الشريف قمت على باب الجنة ، فإذا عامة من دخلها المساكين
شرح الحديث النبوى الشريف رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره
جميع احاديث
رياض
الصالحين
موجودة
هنا
وكلها
فى
الصحيحين
مع
الشرح
لها
على
مدونة
فذكر
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد
الحديث رقم 262 و263 باب فضل ضعـفة المسلمين
والفقراء والخاملين
والفقراء والخاملين
262 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( رب أشعث
أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) رواه
مسلم ( 38 ) .
263 ـ وعن أسامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (قمت على باب الجنة ، فإذا عامة من دخلها المساكين ، وأصحاب الجد محبوسون ، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار . وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ) متفق عليه ( 39 ) .
( والجد ) بفتح الجيم : الحظ والغنى ، وقوله : ( محبوسون ) أي : لم يؤذن لهم بعد في دخول الجنة .
الـشـرح
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) . وأشعث من صفات الشعر ، وشعره أشعث يعني ليس له ما يدهن به الشعر ، ولا ما يرجله ، وليس يهتم بمظهره ، وأغبر يعني أغبر اللون ، أغبر الثياب ، وذلك لشدة فقره .
مدفوع بالأبواب : يعني ليس له جاه ، إذا جاء إلى الناس يستأذن لا يأذنون له ، بل يدفعونه بالباب ؛ لأنه ليس له قيمة عند الناس لكن له قيمة عند رب العالمين ، لو أقسم على الله لأبره ، لو قال : والله لا يكون كذا لم يكن ، والله ليكونن كذا لكان . لو أقسم على الله لأبره ، لكرمه عند الله عز وجل ومنزلته .
فبأي شيء يحصل هذا ؟ فربما يكون رجل أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله ما أبره ، ورب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره . فما هو الميزان ؟
الميزان تقوى الله عز وجل ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات: 13) ، فمن كان أتقى لله فهو أكرم عند الله ، ييسر الله له الأمر ، يجيب دعاءه ، ويكشف ضره ، ويبر قسمه .
وهذا الذي أقسم على الله لن يقسم بظلم لأحد ، ولن يجترئ على الله في ملكه ، ولكنه يقسم على الله فيما يرضي الله ثقة بالله عز وجل ، أو في أمور مباحة ثقة بالله عز وجل .
وقد مر علينا في قصة الربيع بنت النضر وأخيها أنس بن النضر ؛ فإن الربيع كسرت ثنية جارية من الأنصار ، فاحتكموا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تكسر ثنية الربيع ؛ لأنها كسرت ثنية الجارية الأنثى ، فقال أخوها أنس : يا رسول الله ، تكسر ثنية الربيع ؟ قال : ( نعم ، كتاب الله القصاص ، السن بالسن ) قال : والله لا تكسر ثنية الربيع . قال ذلك ثقة بالله عز وجل ، ورجاءً لتيسيره وتسهيله .
فأقسم هذا القسم ، ليس رداً لحكم الرسول ، ولكن ثقة بالله عز وجل ، فهدى الله أهل الجارية ورضوا بالدية أو عفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) ( 40 ) ؛ لأنه يقسم على الله في شيء يرضاه الله عز وجل ، إحساناً في ظنه بالله عز وجل .
أما من أقسم على الله تألياً على الله ، واستكباراً على عباد الله ، وإعجاباً بنفسه فهذا لا يبر الله قسمه ؛ لأنه ظالم ومن ذلك قصة الرجل العابد الذي كان يمر برجل مسرف على نفسه ، فقال : والله لا يغفر الله لفلان ، أقسم أن الله لا يغفر له ، لماذا يقسم ؟ هل المغفرة بيده ؟ هل الرحمة بيده ؟ فقال الله جل وعلا : ( من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان ؟ ) استفهام وإنكار ( فإني قد غفرت له وأحبطت عملك ) (41) ؛ نتيجة سيئة والعياذ بالله ، لم يبر الله بقسمه، بل أحبط عمله، لأنه قال ذلك إعجاباً بعمله، وإعجاباً بنفسه ، واستكباراً على عباد الله عز وجل.
أما حديث أسامة بن زيد ، فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين ) ، يعني أكثرهم ؛ أكثر ما يدخل الجنة الفقراء ؛ لأن الفقراْء في الغالب أقرب إلى العبادة والخشية لله من الأغنياء ( كَلَّا إِنَّ الْإنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ) (العلق: 6،7) ، والغني يرى أنه مستغن بماله ، فهو أقل تعبداً من الفقير ، وإن كان من الأغنياء من يعبد الله أكثر من الفقراء ، لكن الغالب, ( وأصحاب الجد محبوسون ) يعني أصحاب الحظ والغنى محبوسون لم يدخلوا الجنة بعد ؛ الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ( غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ) .
فقسم الرسول صلى الله عليه وسلم الناس إلى أقسام ثلاثة :
أهل النار دخلوا النار ـ أعاذنا الله وإياكم منها ـ ، والفقراء دخلوا الجنة ، والأغنياء من المؤمنين موقوفون محبوسون ، إلى أن يشاء الله ,
أما أهل النار فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أن عامة من دخلها النساء ؛ أكثر من يدخل النار النساء ؛ لأنهن أصحاب فتنة ، ولهذا قال لهن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عيد من الأعياد : ( يا معشر النساء ، تصدقن ، ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار ) قالوا : يا رسول الله لم ؟ قال :( لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) ( 42 ) .
( تكثرن اللعن ) : أي السب والشتم ؛ فلسانهن سليط ، وكيدهن عظيم .
( وتكفرن العشير ) : أي المعاشر وهو الزوج ، لو أحسن إليها الدهر كله ، ثم رأت سيئة واحدة قالت : ما رأيت خيراً قط ، تكفرن النعمة ولا تقر بها .
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجب على الإنسان أن يحترز من فتنة الغنى ، فإن الغنى قد يطغي ، وقد يؤدي بصاحبه إلى الأشر ، والبطر ، ورد الحق ، وغمط الناس ، فاحذر نعمتين : الغنى والصحة . والفراغ أيضاً سبب للفتنة ، فهذه الثلاث : الغنى والصحة . والفراغ ، مما يغبن فيها كثير من الناس ، ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) ( 43 ) ، والفراغ في الغالب يأتي من الغنى ؛ لأن الغنى منكف عن كل شيء ومتفرغ ، نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من فتنة المحيا والممات وفتنة المسح الدجال .
263 ـ وعن أسامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (قمت على باب الجنة ، فإذا عامة من دخلها المساكين ، وأصحاب الجد محبوسون ، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار . وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ) متفق عليه ( 39 ) .
( والجد ) بفتح الجيم : الحظ والغنى ، وقوله : ( محبوسون ) أي : لم يؤذن لهم بعد في دخول الجنة .
الـشـرح
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) . وأشعث من صفات الشعر ، وشعره أشعث يعني ليس له ما يدهن به الشعر ، ولا ما يرجله ، وليس يهتم بمظهره ، وأغبر يعني أغبر اللون ، أغبر الثياب ، وذلك لشدة فقره .
مدفوع بالأبواب : يعني ليس له جاه ، إذا جاء إلى الناس يستأذن لا يأذنون له ، بل يدفعونه بالباب ؛ لأنه ليس له قيمة عند الناس لكن له قيمة عند رب العالمين ، لو أقسم على الله لأبره ، لو قال : والله لا يكون كذا لم يكن ، والله ليكونن كذا لكان . لو أقسم على الله لأبره ، لكرمه عند الله عز وجل ومنزلته .
فبأي شيء يحصل هذا ؟ فربما يكون رجل أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله ما أبره ، ورب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره . فما هو الميزان ؟
الميزان تقوى الله عز وجل ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات: 13) ، فمن كان أتقى لله فهو أكرم عند الله ، ييسر الله له الأمر ، يجيب دعاءه ، ويكشف ضره ، ويبر قسمه .
وهذا الذي أقسم على الله لن يقسم بظلم لأحد ، ولن يجترئ على الله في ملكه ، ولكنه يقسم على الله فيما يرضي الله ثقة بالله عز وجل ، أو في أمور مباحة ثقة بالله عز وجل .
وقد مر علينا في قصة الربيع بنت النضر وأخيها أنس بن النضر ؛ فإن الربيع كسرت ثنية جارية من الأنصار ، فاحتكموا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تكسر ثنية الربيع ؛ لأنها كسرت ثنية الجارية الأنثى ، فقال أخوها أنس : يا رسول الله ، تكسر ثنية الربيع ؟ قال : ( نعم ، كتاب الله القصاص ، السن بالسن ) قال : والله لا تكسر ثنية الربيع . قال ذلك ثقة بالله عز وجل ، ورجاءً لتيسيره وتسهيله .
فأقسم هذا القسم ، ليس رداً لحكم الرسول ، ولكن ثقة بالله عز وجل ، فهدى الله أهل الجارية ورضوا بالدية أو عفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) ( 40 ) ؛ لأنه يقسم على الله في شيء يرضاه الله عز وجل ، إحساناً في ظنه بالله عز وجل .
أما من أقسم على الله تألياً على الله ، واستكباراً على عباد الله ، وإعجاباً بنفسه فهذا لا يبر الله قسمه ؛ لأنه ظالم ومن ذلك قصة الرجل العابد الذي كان يمر برجل مسرف على نفسه ، فقال : والله لا يغفر الله لفلان ، أقسم أن الله لا يغفر له ، لماذا يقسم ؟ هل المغفرة بيده ؟ هل الرحمة بيده ؟ فقال الله جل وعلا : ( من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان ؟ ) استفهام وإنكار ( فإني قد غفرت له وأحبطت عملك ) (41) ؛ نتيجة سيئة والعياذ بالله ، لم يبر الله بقسمه، بل أحبط عمله، لأنه قال ذلك إعجاباً بعمله، وإعجاباً بنفسه ، واستكباراً على عباد الله عز وجل.
أما حديث أسامة بن زيد ، فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين ) ، يعني أكثرهم ؛ أكثر ما يدخل الجنة الفقراء ؛ لأن الفقراْء في الغالب أقرب إلى العبادة والخشية لله من الأغنياء ( كَلَّا إِنَّ الْإنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ) (العلق: 6،7) ، والغني يرى أنه مستغن بماله ، فهو أقل تعبداً من الفقير ، وإن كان من الأغنياء من يعبد الله أكثر من الفقراء ، لكن الغالب, ( وأصحاب الجد محبوسون ) يعني أصحاب الحظ والغنى محبوسون لم يدخلوا الجنة بعد ؛ الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ( غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ) .
فقسم الرسول صلى الله عليه وسلم الناس إلى أقسام ثلاثة :
أهل النار دخلوا النار ـ أعاذنا الله وإياكم منها ـ ، والفقراء دخلوا الجنة ، والأغنياء من المؤمنين موقوفون محبوسون ، إلى أن يشاء الله ,
أما أهل النار فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أن عامة من دخلها النساء ؛ أكثر من يدخل النار النساء ؛ لأنهن أصحاب فتنة ، ولهذا قال لهن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عيد من الأعياد : ( يا معشر النساء ، تصدقن ، ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل النار ) قالوا : يا رسول الله لم ؟ قال :( لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) ( 42 ) .
( تكثرن اللعن ) : أي السب والشتم ؛ فلسانهن سليط ، وكيدهن عظيم .
( وتكفرن العشير ) : أي المعاشر وهو الزوج ، لو أحسن إليها الدهر كله ، ثم رأت سيئة واحدة قالت : ما رأيت خيراً قط ، تكفرن النعمة ولا تقر بها .
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجب على الإنسان أن يحترز من فتنة الغنى ، فإن الغنى قد يطغي ، وقد يؤدي بصاحبه إلى الأشر ، والبطر ، ورد الحق ، وغمط الناس ، فاحذر نعمتين : الغنى والصحة . والفراغ أيضاً سبب للفتنة ، فهذه الثلاث : الغنى والصحة . والفراغ ، مما يغبن فيها كثير من الناس ، ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) ( 43 ) ، والفراغ في الغالب يأتي من الغنى ؛ لأن الغنى منكف عن كل شيء ومتفرغ ، نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من فتنة المحيا والممات وفتنة المسح الدجال .
الحمد لله رب العالمين
( 38 ) رواه مسام ، كتاب البر والصلة ، باب فضل الضعفاء والخاملين ، رقم ( 2622 ) .
( 39 ) رواه البخاري ، كتاب النكاح ، باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا . . . ، رقم ( 5196 ) ، ومسلم ، كتاب الذكر والدعاء والتوبة ، باب أكثر أهل الجنة الفقراء . . . ، رقم ( 2736 ) .
( 40 ) رواه البخاري ، كتاب الصلح ، باب الصلح في الدية رقم (2703 ) ومسلم ، كتاب القسامة ، باب إثبات القصاص ، رقم ( 1675 ) .
(41) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله ، رقم ( 2621) .
( 42 ) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب الزكاة على الأقارب ، رقم ( 1462 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات . . ، رقم(79) .
( 43 ) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب لا عيش إلا عيش الآخرة ، رقم ( 6412 ) .
اللهُم إِرحَم
مَوتانا
مِن
المُسلِمين
وَإجمَعنا
بهِم
فيِ
جَنّات
النَعيمْ
.
تقبل الله
منا
ومنكم
صالح
الأعمال
لاتحرمنا التعليق
شرح الحديث النبوى الشريف قمت على باب الجنة ، فإذا عامة من دخلها المساكين
Reviewed by احمد خليل
on
12:09:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: